تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
صفحة 1 من اصل 1
تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
لصفحة (1)
المعلقات الحسينية
إعداد
حسين النقائي
الصفحة (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الصفحة (3)
الإهداء
أهدي هذا المجهود المتواضع إلى ينبوع الحنان ومدرستي الأولى التي علمتني سلوك خط الحسين(عليه السلام) ،إلى من أشتاقها إشتياق يعقوب ليوسف إلى خادمة تراب الحسين وأبنائه المعصومين(عليهم السلام) إلى أمي.
الصفحة (4)
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين .
في كل عام يتجدد شعار الشيعة على الإمام الحسين (عليه السلام) بأساليب مختلفة تختلف بإختلاف العصور فمن زمن الأئمة (عليهم السلام) إلى زمننا الحاضر لا يزال الشيعة وسيبقون في تجديد وإحياء الذكرى للأئمة (عليهم السلام) ولعاشوراء الحسين (عليه السلام) بشكل خاص ومع هذه الأيام ونحن في المغترب ونحن نتحضر لأيام الحسين(عليه السلام) فقد مرت غمامة فكرة وهي أننا شيعة أهل البيت(عليهم السلام) قد حفظنا أبيات من الشعر العربي الفصيح لعلنا من الصعوبة أن ننساها مثلاً رائعة الشيخ الفاضل الدمستاني أحرم الحجاج وكذلك عينية الشاعر الكبير الجواهري التي مطلعاها فداءٌ لمثواك من
الصفحة (5)
مضجعِ وغيرها من القصائد التي ظلت عالقة بالأذهان فلا يستبعد أن تكون معلقات ولكن هذه المرة تختلف عن معلقات عرب الجاهلية .
ها هي (المعلقات الحسينية) معلقات في صدور شيعتك يا مولاي يا أباعبدلله بضاعة أقدمها بين يديك فأرجو أن تتقبلها بقبول حسن وأن أكون قد وفقت لخدمتك باليسير بجمعها وتصنيفها ليستفيد منها المؤمنين وأن تكون خير مُذكر بأيام الحسين وظلامة الحسين وفاجعة الحسين وعلى الله أتوكل وهو نعم المولى ونعم النصير.
الأحقر : حسين النقائي
الصفحة (6)
المعلقة الأولى
هذه المعلقة لشاعر كبير عشق أهل البيت(عليهم السلام) فتدفق حبهم في شعره وكتب فيهم قمة البلاغة وقوة التعبير وحسن الأداء فهي من أحسن الشعر المكتوب في أهل البيت(عليهم السلام) ألا وهي القصيدة التي أبكت مولانا الرضا (عليه السلام) تلك تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
تائية دعبل الخزاعي
تَـجَـاوَبنَ بـالإرنانِ وَالـزَّفراتِ نـوائحْ عـجمْ اللفظِ ، والنطقاتِ
يـخِّبرنَ بـالأنفاسِ عن سرِّ أَنفسٍ أسـارى هـوى ً ماضٍ وآخر آتِ
فـأَسْعَدْنَ أَو أَسْعَفْنَ حَتَّى تَقَوَّضَتْ صـفوفْ الدجى بالفجرِ منهزماتِ
على العرصاتِ الخاليات من المها سَـلامُ شَج صبٍّ على العَرصاتِ
فَـعَهْدِي بِهَا خُضرَ المَعاهِدِ، مَأْلفاً وبـالرُّكنِ والـتَّعَريفِ والْجَمَرَاتِ
لـياليَ يعدين الوصالَ على القلى ويـعدي تـدانينا عـلى الغرباتِ
وإذ هـنَّ يـلحظنَ العيونَ سوافرا ويـسترنَ بـالأيدي على الوجناتِ
وإذْ كـلَّ يـومٍ لـي بلحظيَ نشوةٌ يـبيتُ لـها قـلبي على نشواتي
فَـكَمْ حَـسَراتٍ هَـاجَهَا بـمُحَسِّرٍ وقـوفي يـومَ الجمعِ من عرفاتِ
أَلَـم تَـرَ لـلأَيَّامِ مَـا جَرَّ جَوْرُها على الناسِ من نقصٍ وطولِ شتاتِ
وَمِـن دولِ المُستَهْترينَ، ومَنْ غَدَا بـهمْ طـالباً لـلنورِ في الظلماتِ
الصفحة (7)
فَـكَيْفَ؟ ومِـن أَنَّى يُطَالِبُ زلفة ً إلَـى الـلّهِ بَعْدَ الصَّوْمِ والصَّلَواتِ
سـوى حـبِّ أبناءِ النبيِّ ورهطهِ وبـغضِ بـني الزرقاءِ و العبلاتِ
وهِـنْدٍ، وَمَـا أَدَّتْ سُـميَّة ُ وابنُها أولـو الكفرِ في الاسلامِ والفجراتِ
هُـمُ نَـقَضُوا عَهْدَ الكِتابِ وفَرْضَهُ وحُـلْمٌ بِـلاَ شُـورَى ، بِغَيرِ هُدَاةِ
وَلَــم تَـكُ إلاَّ مِـحْنَة ٌ كَـشَفتْهمُ بـدعوى ضـلالٍ منْ هنٍ وهناتِ
تُـراثٌ بِـلا قُربى وَمِلكٌ بِلا هُدىً وَحُـكمٌ بِـلا شـورى بِـغَيرِ هُداةِ
رزايـا أرتنا خضرة َ الأفقِ حمرةً وردتْ أجـاجاً طـعمَ كـلَّ فراتِ
وَمَـا سـهَّلَتْ تـلكَ المذاهبَ فِيهمُ عـلى الـناس إلاّ بـيعة ُ الفلتاتِ
ومـا نـالَ أصحابُ السقيفة ِ إمرةً بـدعوى تـراثٍ ، بل بأمرِ تراتِ
ولـو قـلَّدُوا المُوصَى إليهِ زِمَامَها لَـزُمَّتْ بـمأمونٍ مِـن الـعَثَراتِ
أخا خاتمِ الرسلِ المصفى من القذى ومـفترسَ الأبـطال في الغمراتِ
فـإِنْ جَـحدُوا كـانَ الْغَدِيرُ شهيدَهُ و بـدرٌ و أحـدٌ شـامخُ الهضباتِ
وأيٌ مِـن الْـقُرآنِ تُـتْلَى بِـفضلهِ وإيـثاره بـالقوتِ فـي الـلزباتِ
وغــرُّ خـلالٍ أدركـتهُ بـسبقها مـنـاقبُ كـانتْ فـيهِ مـؤتنفاتِ
مـناقبُ لـمْ تـدركْ بكيدٍ ولم تنلْ بـشيءٍ سـوى حـدَّ القنا الذرباتِ
نـجـيٌ لـجبريلَ الأمـين وأنـتمُ عـكوفٌ عـلى الـعزي معاً ومناةِ
بَـكَيتُ لِـرَسمِ الـدارِ مِن عَرَفاتِ وَأَذرَيـتُ دَمَـعَ العَينِ في الوَجَناتِ
وَفَكَّ عُرَى صَبْرِي وَهَاجَتْ صَبابَتي رسـومُ ديـارٍ قـد عفتْ وعراتِ
مَـدَارسُ آيَـاتٍ خَـلَتْ مِن تلاوة ومـنزلُ وحـيٍ مـقفرُ العرصاتِ
الصفحة (
لآلِ رَسـولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً وَبِـالرُكنِ وَالـتَعريفِ وَالجَمَراتِ
دِيـارُ عـليِّ والـحُسَيْنِ وجَـعفَرٍ وحَـمزة َ والـسجَّادِ ذِي الـثَّفِناتِ
ديـارٌ لـعبدِ الـلّهِ والْفَضْلِ صَنوِهِ نـجيَّ رسـول اللهِ فـي الخلواتِ
مَـنَازِلُ، وَحـيُ الـلّهِ يَنزِلُ بَيْنَها عَـلَى أَحمدَ المذكُورِ في السُّورَاتِ
مـنـازلُ قـومٍ يـهتدى بـهداهمُ فَـتُؤْمَنُ مِـنْهُمْ زَلَّـة ُ الْـعَثَراتِ
مَـنازِلُ كـانَتْ لـلصَّلاَة ِ وَلِلتُّقَى ولـلصَّومِ والـتطهيرِ والـحسناتِ
وأخَّـرَ مِـن عُمْري بطُولِ حَياتِي أولـئكَ، لا أشـياخُ هِـندٍ وَترْبِها
ديـارٌ عَـفاها جَـورُ كـلِّ مُنابِذٍ ولـمْ تـعفُ لـلأيامِ والـسنواتِ
فـيا وارثـي عـلمِ الـنبي وآلـهِ عـلـيكم سـلامٌ دائـم الـنفحاتِ
قـفا نسألِ الدارَ التي خفَّ أهلها : مـتى عـهدها بالصومِ والصلواتِ
وَأَيْنَ الأُلَى شَطَّتْ بِهِمْ غَرْبَة ُ النَّوى أفـانينَ فـي الآفـاقِ مـفترقاتِ
هُـمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُّوا وهـم خـيرُ قـادات وخيرُ حماة ِ
مـطاعيمُ في الاقتار في كل مشهدِ لـقد شـرفوا بـالفضلِ والبركاتِ
ومـا الـناسُ إلاَّ حـاسدٌ ومكذبٌ ومـضطغنٌ ذو إحـنة ٍ وتـراتِ
إذا ذكـروا قـتلى بـبدرٍ وخـيبرٍ ويـوم حـنينٍ أسـلبوا الـعبراتِ
وكـيفَ يـحبونَ الـنبيَّ ورهطه وهـمْ تـركوا أحـشاءهم وغراتِ
لـقد لا يَـنُوه في المقالِ وأضمروا قُـلُوباً عـلى الأحْـقَادِ مُنْطَوِياتِ
فـإنْ لَـمْ تَـكُنْ إِلاَّ بـقربَى مُحَمَّدٍ فـهاشمُ أولـى مـنْ هـنٍ وهناتِ
سَـقى الـلَهُ قَـبراً بِالمَدينَةِ غَيثَهَ فَـقَد حَـلَّ فـيهِ الأَمـنُ بِالبَرَكاتِ
الصفحة (9)
نَـبيّ الـهدَى ، صَلَّى عَليهِ مليكُهُ وَبَـلَّـغَ عـنَّا روحَـه الـتُّحفَاتِ
وصـلى عـليه اللهُ مـاذَرَّ شارقٌ ولاحَـتْ نُـجُومُ الـلَّيْلِ مُبتَدراتِ
أفـاطمُ لـوخلتِ الـحسين مجدلاً وقـد مـاتَ عـطشاناً بشطَّ فراتِ
إذن لـلطمتِ الـخد فـاطمُ عـندهُ وأَجْـرَيتِ دَمْعَ العَيِنِ فِي الْوَجَناتِ
أفـاطمُ قومي يابنة َ الخيرِ واندبي نُـجُومَ سَـمَاواتٍ بـأَرضِ فَـلاَةِ
قُـبورٌ بِـكُوفانٍ، وُخـرى بِطيبةٍ وأخـرى بـفخِّ نـالها صـلواتي
وأخـرى بأرضٍ الجوزجانِ محلها وَقَـبرٌ بـباخمرا، لَـدَى الْعَرَمَاتِ
وقـبـرٌ بِـبَـغْدَادٍ لِـنَفْسٍ زَكـيَّةٍ تَـضَمَّنها الـرَّحمن فـي الغُرُفاتِ
فـأما الـممضّاتُ التي لستُ بالغاً مَـبـالغَها مـنِّي بـكنهِ صِـفاتِ
قُبورٌ بِجَنبِ النَهرِ مِن أَرضِ كَربَلا مُـعَـرَّسُهُم مِـنها بِـشَطِّ فُـراتِ
تـوفوا عـطاشاً بـالعراءِ فليتني تـوفيتُ فـيهمْ قـبلَ حينَ وفاتي
إلـى اللّهِ أَشكُو لَوْعَة ً عِنْدَ ذِكرِهِمْ سـقتني بـكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
أخـافُ بـأنْ أزدارهـمْ فتشوقني مـصارعهمْ بـالجزعِ فـالنخلاتِ
تَـقسَّمَهُمْ رَيْـبُ الزَّمَانِ، فَما تَرَى لَـهُمْ عـقوة ً مَـغْشيَّة َ الْحُجُراتِ
سِـوى أَنَّ مِنهمْ بالمَدِينَة ِ عُصبة ً مـدى الـدَّهرِ أنضاءً من الأزماتٍ
قَـليلة ُ زُوَّارٍ، سِـوَى بَعضِ زُوَّرٍ مَـنَ الـضَّبْعِ والْعِقبانِ وَالرّخَمَاتِ
لـهمْ كـلَّ يـومِ نومة ٌ بمضاجعٍ -لَهُمْ فِي نَواحِي الأرضِ- مُخْتَلِفاتِ
تـنكبُ لأواءُ الـسنينَ جـوارهمْ فـلا تـصطليهم جمرة ُ الجمراتِ
وقـدْ كـانَ مـنهمْ بالحجاز وأهلها مـغاويرُ نـحارونَ فـي السنواتِ
الصفحة (10)
حـمى ً لم تزرهُ المذنباتُ وأوجهٌ تضيء لدى الأستارِ في الظلماتِ
إذا وردوا خـيلاً تـسعرُ بـالقنا مـساعرُ جمرِ الموتِ والغمراتِ
وإنْ فـخروا يـوماً أتوا بمحمدٍ وجِـبريلَ والفٌرقانِ ذي السُوراتِ
وَعَـدُّوا عـليّاً ذا المنَاقبِ والعُلا و فـاطمة َ الـزهراء خيرَ بناتِ
وحمزِة َ والعَبّاسَ ذا الهَدي والتُقى و جـعفراً الـطيار في الحجباتِ
أولـئكَ لا أبـناءُ هـندٍ وتربها سُـميّة ، مِن نَوكى ومن قذِراتِ
سـتُسألُ تَـيمٌ عَـنهمُ وعـديُّها وبـيعتهمْ مـنْ أفـجرِ الفجراتِ
هـمُ مَنَعُوا الآباءَ عن أخذِ حَقِّهمْ وهـمْ تركوا الأبناءَ رهنَ شتاتِ
وهُـمْ عَـدَلوها عن وصَيّ مُحَمَّدٍ فَـبيعتُهمْ جـاءتْ عَلى الغَدَراتِ
مـلامكَ فـي آلِ الـنبيَّ فـإنهمْ أحـبايَ مـا عاشوا وأهلُ ثقاتي
تـخيرتهمْ رشـداً لأمـري فانهمْ عـلى كلَّ حالٍ خيرة ُ الخيراتِ
نَـبَذتُ إلـيهمْ بـالموَّدة ِ صادِقاً وسـلَّمتُ نـفسي طـائِعاً لِولاتي
فياربَّ زدني منْ يقيني بصيرة َ وزِدْ حُـبَّهم يا ربِّ! في حَسَناتي
سـأبكيهمُ مـا حَـجَّ لِـلّهِ راكبٌ ومـا ناحَ قمريٌّ عَلى الشّجَراتِ
بـنفسي أنـتم مـنْ كهولٍ وفتيةٍ لـفكَّ عـناة ٍ أولـحملِ ديـاتِ
ولـلخيلِ لـم قيدَ الموتُ خطوها فـأَطْـلَقْتُمُ مِـنـهُنَّ بـالذَّرِياتِ
أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحمِ مِن أجْلِ حُبّكُمْ وأهـجرُ فـيكم أسـرتي وبناتي
وأَكْـتُمُ حُـبِّيكمْ مَـخافة َ كاشِحٍ عَـنيدٍ لأهـلِ الحَقِّ غير مُواتِ
فـيا عَينُ بكِّيهمْ، وجُودي بِعْبَرةٍ فـقدْ آنَ لـلتسكابِ والـهملاتِ
المعلقات الحسينية
إعداد
حسين النقائي
الصفحة (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الصفحة (3)
الإهداء
أهدي هذا المجهود المتواضع إلى ينبوع الحنان ومدرستي الأولى التي علمتني سلوك خط الحسين(عليه السلام) ،إلى من أشتاقها إشتياق يعقوب ليوسف إلى خادمة تراب الحسين وأبنائه المعصومين(عليهم السلام) إلى أمي.
الصفحة (4)
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين .
في كل عام يتجدد شعار الشيعة على الإمام الحسين (عليه السلام) بأساليب مختلفة تختلف بإختلاف العصور فمن زمن الأئمة (عليهم السلام) إلى زمننا الحاضر لا يزال الشيعة وسيبقون في تجديد وإحياء الذكرى للأئمة (عليهم السلام) ولعاشوراء الحسين (عليه السلام) بشكل خاص ومع هذه الأيام ونحن في المغترب ونحن نتحضر لأيام الحسين(عليه السلام) فقد مرت غمامة فكرة وهي أننا شيعة أهل البيت(عليهم السلام) قد حفظنا أبيات من الشعر العربي الفصيح لعلنا من الصعوبة أن ننساها مثلاً رائعة الشيخ الفاضل الدمستاني أحرم الحجاج وكذلك عينية الشاعر الكبير الجواهري التي مطلعاها فداءٌ لمثواك من
الصفحة (5)
مضجعِ وغيرها من القصائد التي ظلت عالقة بالأذهان فلا يستبعد أن تكون معلقات ولكن هذه المرة تختلف عن معلقات عرب الجاهلية .
ها هي (المعلقات الحسينية) معلقات في صدور شيعتك يا مولاي يا أباعبدلله بضاعة أقدمها بين يديك فأرجو أن تتقبلها بقبول حسن وأن أكون قد وفقت لخدمتك باليسير بجمعها وتصنيفها ليستفيد منها المؤمنين وأن تكون خير مُذكر بأيام الحسين وظلامة الحسين وفاجعة الحسين وعلى الله أتوكل وهو نعم المولى ونعم النصير.
الأحقر : حسين النقائي
الصفحة (6)
المعلقة الأولى
هذه المعلقة لشاعر كبير عشق أهل البيت(عليهم السلام) فتدفق حبهم في شعره وكتب فيهم قمة البلاغة وقوة التعبير وحسن الأداء فهي من أحسن الشعر المكتوب في أهل البيت(عليهم السلام) ألا وهي القصيدة التي أبكت مولانا الرضا (عليه السلام) تلك تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
تائية دعبل الخزاعي
تَـجَـاوَبنَ بـالإرنانِ وَالـزَّفراتِ نـوائحْ عـجمْ اللفظِ ، والنطقاتِ
يـخِّبرنَ بـالأنفاسِ عن سرِّ أَنفسٍ أسـارى هـوى ً ماضٍ وآخر آتِ
فـأَسْعَدْنَ أَو أَسْعَفْنَ حَتَّى تَقَوَّضَتْ صـفوفْ الدجى بالفجرِ منهزماتِ
على العرصاتِ الخاليات من المها سَـلامُ شَج صبٍّ على العَرصاتِ
فَـعَهْدِي بِهَا خُضرَ المَعاهِدِ، مَأْلفاً وبـالرُّكنِ والـتَّعَريفِ والْجَمَرَاتِ
لـياليَ يعدين الوصالَ على القلى ويـعدي تـدانينا عـلى الغرباتِ
وإذ هـنَّ يـلحظنَ العيونَ سوافرا ويـسترنَ بـالأيدي على الوجناتِ
وإذْ كـلَّ يـومٍ لـي بلحظيَ نشوةٌ يـبيتُ لـها قـلبي على نشواتي
فَـكَمْ حَـسَراتٍ هَـاجَهَا بـمُحَسِّرٍ وقـوفي يـومَ الجمعِ من عرفاتِ
أَلَـم تَـرَ لـلأَيَّامِ مَـا جَرَّ جَوْرُها على الناسِ من نقصٍ وطولِ شتاتِ
وَمِـن دولِ المُستَهْترينَ، ومَنْ غَدَا بـهمْ طـالباً لـلنورِ في الظلماتِ
الصفحة (7)
فَـكَيْفَ؟ ومِـن أَنَّى يُطَالِبُ زلفة ً إلَـى الـلّهِ بَعْدَ الصَّوْمِ والصَّلَواتِ
سـوى حـبِّ أبناءِ النبيِّ ورهطهِ وبـغضِ بـني الزرقاءِ و العبلاتِ
وهِـنْدٍ، وَمَـا أَدَّتْ سُـميَّة ُ وابنُها أولـو الكفرِ في الاسلامِ والفجراتِ
هُـمُ نَـقَضُوا عَهْدَ الكِتابِ وفَرْضَهُ وحُـلْمٌ بِـلاَ شُـورَى ، بِغَيرِ هُدَاةِ
وَلَــم تَـكُ إلاَّ مِـحْنَة ٌ كَـشَفتْهمُ بـدعوى ضـلالٍ منْ هنٍ وهناتِ
تُـراثٌ بِـلا قُربى وَمِلكٌ بِلا هُدىً وَحُـكمٌ بِـلا شـورى بِـغَيرِ هُداةِ
رزايـا أرتنا خضرة َ الأفقِ حمرةً وردتْ أجـاجاً طـعمَ كـلَّ فراتِ
وَمَـا سـهَّلَتْ تـلكَ المذاهبَ فِيهمُ عـلى الـناس إلاّ بـيعة ُ الفلتاتِ
ومـا نـالَ أصحابُ السقيفة ِ إمرةً بـدعوى تـراثٍ ، بل بأمرِ تراتِ
ولـو قـلَّدُوا المُوصَى إليهِ زِمَامَها لَـزُمَّتْ بـمأمونٍ مِـن الـعَثَراتِ
أخا خاتمِ الرسلِ المصفى من القذى ومـفترسَ الأبـطال في الغمراتِ
فـإِنْ جَـحدُوا كـانَ الْغَدِيرُ شهيدَهُ و بـدرٌ و أحـدٌ شـامخُ الهضباتِ
وأيٌ مِـن الْـقُرآنِ تُـتْلَى بِـفضلهِ وإيـثاره بـالقوتِ فـي الـلزباتِ
وغــرُّ خـلالٍ أدركـتهُ بـسبقها مـنـاقبُ كـانتْ فـيهِ مـؤتنفاتِ
مـناقبُ لـمْ تـدركْ بكيدٍ ولم تنلْ بـشيءٍ سـوى حـدَّ القنا الذرباتِ
نـجـيٌ لـجبريلَ الأمـين وأنـتمُ عـكوفٌ عـلى الـعزي معاً ومناةِ
بَـكَيتُ لِـرَسمِ الـدارِ مِن عَرَفاتِ وَأَذرَيـتُ دَمَـعَ العَينِ في الوَجَناتِ
وَفَكَّ عُرَى صَبْرِي وَهَاجَتْ صَبابَتي رسـومُ ديـارٍ قـد عفتْ وعراتِ
مَـدَارسُ آيَـاتٍ خَـلَتْ مِن تلاوة ومـنزلُ وحـيٍ مـقفرُ العرصاتِ
الصفحة (
لآلِ رَسـولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً وَبِـالرُكنِ وَالـتَعريفِ وَالجَمَراتِ
دِيـارُ عـليِّ والـحُسَيْنِ وجَـعفَرٍ وحَـمزة َ والـسجَّادِ ذِي الـثَّفِناتِ
ديـارٌ لـعبدِ الـلّهِ والْفَضْلِ صَنوِهِ نـجيَّ رسـول اللهِ فـي الخلواتِ
مَـنَازِلُ، وَحـيُ الـلّهِ يَنزِلُ بَيْنَها عَـلَى أَحمدَ المذكُورِ في السُّورَاتِ
مـنـازلُ قـومٍ يـهتدى بـهداهمُ فَـتُؤْمَنُ مِـنْهُمْ زَلَّـة ُ الْـعَثَراتِ
مَـنازِلُ كـانَتْ لـلصَّلاَة ِ وَلِلتُّقَى ولـلصَّومِ والـتطهيرِ والـحسناتِ
وأخَّـرَ مِـن عُمْري بطُولِ حَياتِي أولـئكَ، لا أشـياخُ هِـندٍ وَترْبِها
ديـارٌ عَـفاها جَـورُ كـلِّ مُنابِذٍ ولـمْ تـعفُ لـلأيامِ والـسنواتِ
فـيا وارثـي عـلمِ الـنبي وآلـهِ عـلـيكم سـلامٌ دائـم الـنفحاتِ
قـفا نسألِ الدارَ التي خفَّ أهلها : مـتى عـهدها بالصومِ والصلواتِ
وَأَيْنَ الأُلَى شَطَّتْ بِهِمْ غَرْبَة ُ النَّوى أفـانينَ فـي الآفـاقِ مـفترقاتِ
هُـمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُّوا وهـم خـيرُ قـادات وخيرُ حماة ِ
مـطاعيمُ في الاقتار في كل مشهدِ لـقد شـرفوا بـالفضلِ والبركاتِ
ومـا الـناسُ إلاَّ حـاسدٌ ومكذبٌ ومـضطغنٌ ذو إحـنة ٍ وتـراتِ
إذا ذكـروا قـتلى بـبدرٍ وخـيبرٍ ويـوم حـنينٍ أسـلبوا الـعبراتِ
وكـيفَ يـحبونَ الـنبيَّ ورهطه وهـمْ تـركوا أحـشاءهم وغراتِ
لـقد لا يَـنُوه في المقالِ وأضمروا قُـلُوباً عـلى الأحْـقَادِ مُنْطَوِياتِ
فـإنْ لَـمْ تَـكُنْ إِلاَّ بـقربَى مُحَمَّدٍ فـهاشمُ أولـى مـنْ هـنٍ وهناتِ
سَـقى الـلَهُ قَـبراً بِالمَدينَةِ غَيثَهَ فَـقَد حَـلَّ فـيهِ الأَمـنُ بِالبَرَكاتِ
الصفحة (9)
نَـبيّ الـهدَى ، صَلَّى عَليهِ مليكُهُ وَبَـلَّـغَ عـنَّا روحَـه الـتُّحفَاتِ
وصـلى عـليه اللهُ مـاذَرَّ شارقٌ ولاحَـتْ نُـجُومُ الـلَّيْلِ مُبتَدراتِ
أفـاطمُ لـوخلتِ الـحسين مجدلاً وقـد مـاتَ عـطشاناً بشطَّ فراتِ
إذن لـلطمتِ الـخد فـاطمُ عـندهُ وأَجْـرَيتِ دَمْعَ العَيِنِ فِي الْوَجَناتِ
أفـاطمُ قومي يابنة َ الخيرِ واندبي نُـجُومَ سَـمَاواتٍ بـأَرضِ فَـلاَةِ
قُـبورٌ بِـكُوفانٍ، وُخـرى بِطيبةٍ وأخـرى بـفخِّ نـالها صـلواتي
وأخـرى بأرضٍ الجوزجانِ محلها وَقَـبرٌ بـباخمرا، لَـدَى الْعَرَمَاتِ
وقـبـرٌ بِـبَـغْدَادٍ لِـنَفْسٍ زَكـيَّةٍ تَـضَمَّنها الـرَّحمن فـي الغُرُفاتِ
فـأما الـممضّاتُ التي لستُ بالغاً مَـبـالغَها مـنِّي بـكنهِ صِـفاتِ
قُبورٌ بِجَنبِ النَهرِ مِن أَرضِ كَربَلا مُـعَـرَّسُهُم مِـنها بِـشَطِّ فُـراتِ
تـوفوا عـطاشاً بـالعراءِ فليتني تـوفيتُ فـيهمْ قـبلَ حينَ وفاتي
إلـى اللّهِ أَشكُو لَوْعَة ً عِنْدَ ذِكرِهِمْ سـقتني بـكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
أخـافُ بـأنْ أزدارهـمْ فتشوقني مـصارعهمْ بـالجزعِ فـالنخلاتِ
تَـقسَّمَهُمْ رَيْـبُ الزَّمَانِ، فَما تَرَى لَـهُمْ عـقوة ً مَـغْشيَّة َ الْحُجُراتِ
سِـوى أَنَّ مِنهمْ بالمَدِينَة ِ عُصبة ً مـدى الـدَّهرِ أنضاءً من الأزماتٍ
قَـليلة ُ زُوَّارٍ، سِـوَى بَعضِ زُوَّرٍ مَـنَ الـضَّبْعِ والْعِقبانِ وَالرّخَمَاتِ
لـهمْ كـلَّ يـومِ نومة ٌ بمضاجعٍ -لَهُمْ فِي نَواحِي الأرضِ- مُخْتَلِفاتِ
تـنكبُ لأواءُ الـسنينَ جـوارهمْ فـلا تـصطليهم جمرة ُ الجمراتِ
وقـدْ كـانَ مـنهمْ بالحجاز وأهلها مـغاويرُ نـحارونَ فـي السنواتِ
الصفحة (10)
حـمى ً لم تزرهُ المذنباتُ وأوجهٌ تضيء لدى الأستارِ في الظلماتِ
إذا وردوا خـيلاً تـسعرُ بـالقنا مـساعرُ جمرِ الموتِ والغمراتِ
وإنْ فـخروا يـوماً أتوا بمحمدٍ وجِـبريلَ والفٌرقانِ ذي السُوراتِ
وَعَـدُّوا عـليّاً ذا المنَاقبِ والعُلا و فـاطمة َ الـزهراء خيرَ بناتِ
وحمزِة َ والعَبّاسَ ذا الهَدي والتُقى و جـعفراً الـطيار في الحجباتِ
أولـئكَ لا أبـناءُ هـندٍ وتربها سُـميّة ، مِن نَوكى ومن قذِراتِ
سـتُسألُ تَـيمٌ عَـنهمُ وعـديُّها وبـيعتهمْ مـنْ أفـجرِ الفجراتِ
هـمُ مَنَعُوا الآباءَ عن أخذِ حَقِّهمْ وهـمْ تركوا الأبناءَ رهنَ شتاتِ
وهُـمْ عَـدَلوها عن وصَيّ مُحَمَّدٍ فَـبيعتُهمْ جـاءتْ عَلى الغَدَراتِ
مـلامكَ فـي آلِ الـنبيَّ فـإنهمْ أحـبايَ مـا عاشوا وأهلُ ثقاتي
تـخيرتهمْ رشـداً لأمـري فانهمْ عـلى كلَّ حالٍ خيرة ُ الخيراتِ
نَـبَذتُ إلـيهمْ بـالموَّدة ِ صادِقاً وسـلَّمتُ نـفسي طـائِعاً لِولاتي
فياربَّ زدني منْ يقيني بصيرة َ وزِدْ حُـبَّهم يا ربِّ! في حَسَناتي
سـأبكيهمُ مـا حَـجَّ لِـلّهِ راكبٌ ومـا ناحَ قمريٌّ عَلى الشّجَراتِ
بـنفسي أنـتم مـنْ كهولٍ وفتيةٍ لـفكَّ عـناة ٍ أولـحملِ ديـاتِ
ولـلخيلِ لـم قيدَ الموتُ خطوها فـأَطْـلَقْتُمُ مِـنـهُنَّ بـالذَّرِياتِ
أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحمِ مِن أجْلِ حُبّكُمْ وأهـجرُ فـيكم أسـرتي وبناتي
وأَكْـتُمُ حُـبِّيكمْ مَـخافة َ كاشِحٍ عَـنيدٍ لأهـلِ الحَقِّ غير مُواتِ
فـيا عَينُ بكِّيهمْ، وجُودي بِعْبَرةٍ فـقدْ آنَ لـلتسكابِ والـهملاتِ
رد: تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
الصفحة (11)
لَـقَد خِـفتُ فـي الدُنيا وَأَيّامِ سَعيِها وَإِنّـي لأرجـو الأَمـنَ بَـعدَ وَفاتي
ألـمْ تـرَ أنـي مـنْ ثـلاثينَ حجةً أروحُ وأغــدو دائــمَ الـحسراتِ
أرى فـيئهمْ فـي غـيرهمْ مـتقسماً وأيـديـهم مـن فـيئهم صـفراتِ
فكيفَ أداوى منْ جوى ً ليَ ، والجوى أمـيَّـة أَهْـلُ الـفِسْقِ والـتَّبِعاتِ
بـناتُ زيـادٍ فـي القصورِ مصونةُ وآل رســول اللهِ فــي الـفلواتِ
سـأَبْكيهمُ مـا ذَرَّ في الأرْض شَارِقٌ ونـادى مـنادي الـخيرِ بالصلواتِ
ومـا طـلعتْ شمسٌ وحانَ غروبها وبـالـلَّيلِ أبْـكـيهمْ، وبـالغَدَواتِ
ديـارُ رَسـولِ الـلّهِ أَصْـبَحْنَ بَلْقعا وآل زيــادٍ تـسـكنُ الـحجراتِ
وآلُ رسـول الله تـدمى نـحورهمْ وآلُ زيــادٍ ربــة ُ الـحـجلاتِ
وآلُ رسـولِ اللهِ تـسبى حـريمهمْ وآل زيــادٍ أمـنـو الـسـرباتِ
وآلُ رسـولِ اللهِ نـحفٌ جـسومهمْ وآلُ زيــادٍ غـلـظُ الـقـصراتِ
إِذَا وُتِــروا مَـدُّوا إِلَـى واتِـريهمُ أَكُـفّـاً عَـن الأَوتـارِ مُـنْقَبِضَاتِ
فَـلَولا الَّـذِي أَرجُوه في اليومِ أَو غدٍ تَـقـطَّعَ قَـلْبي إثْـرَهمْ حَـسَراتِ
خُـروجُ إِمـامٍ لا مَـحالَة َ خـارجٌ يَـقُومُ عَـلَى اسـمِ الـلّهِ وَالْبَرَكاتِ
يُـمَـيّزُ فـينا كـلَّ حَـقٍّ وبـاطلٍ ويُـجزِي عـلى الـنَّعمَاءِ والنَّقِماتِ
فـيا نفسُ طيبي ، ثم يا نفسُ أبشري فَـغَـيْرُ بَـعيدٍ كُـلُّ مـا هُـو آتِ
وَلاَ تَـجْزَعي مِنْ مُدَّة ِ الجَوْرِ، إِنَّني كـأنـي بـها قـدْ أذنـتْ بـشتاتِ
فـإنْ قَـرَّبَ الرحْمنُ مِنْ تِلكَ مُدَّتي وأخَّـر مـن عـمري لـيومِ وفاتي
شَـفيتُ، ولَـم أَتْـركْ لِنَفْسي رَزيَّة وَرَوّيـتُ مِـنهمْ مُـنصِلي وَقَـناتي
الصفحة (12)
فإِنِّي مِن الرحمنِ أَرْجُو بِحبِّهمْ حَياة ً لدَى الفِردَوسِ غيرَ بَتاتِ
عسى اللهُ أنْ يرتاحَ للخلقِ إنهُ إلـى كُـلِّ قومٍ دَائِمُ اللَّحَظَاتِ
فـإنْ قُلتُ عُرْفاً أَنْكَرُوهُ بِمُنكرٍ وغَطَّوا عَلَى التَّحْقِيقِ بالشُّبَهاتِ
تقاصر نفسي دائماً عنْ جدالهم كـفاني مـا ألقي من العبراتِ
أحـاولُ نقلَ الشمَّ منْ مستقرِّها وإسـماعَ أحجارٍ من الصلداتِ
فـحسبيَ منهمْ أنْ أموتَ بغصةٍ تُـردَّدُ بَـينَ الصَّدْرِ وَاللَّهَوَاتِ
فَـمنْ عارِفٍ لَم يَنْتَفِعْ، وَمُعَانِدٍ يـميلُ معَ الأهواءِ والشهواتِ
كأَنَّكَ بالأَضْلاعِ قَدْ ضاقَ رُحْبُها لما ضمنتْ منْ شدة ِ الزفراتِ
الصفحة (13)
المعلقة الثانية
نفثة مهموم وغصة محزون من عالم ضليع في فنون الأدب وعلوم اللغة ومن رواد الملاحم الأدبية السيد الشريف المرتضى علم الهدى الذي دوى صدى شهرته في الأدب وبديع فنون الكلام فأخذ الكل يدرس حياته الأدبية والعلمية هاهو يصدح بقلبه الحزين على جده الحسين(عليه السلام) بقصيدته التي مطلعها ((كربلاء لا زلت كرباً وبلا))
كربلاء لازلت كرباً وبلا
كـرْبَلا، لا زِلْـتِ كَرْباً وَبَلا مـا لقي عندك آل المصطفى
كَـمْ عَـلى تُرْبِكِ لمّا صُرّعُوا مـن دم سال ومن دمع جرى
كَمْ حَصَانِ الذّيلِ يَرْوِي دَمعُها خَـدَّهَا عِـندَ قَـتيلٍ بـالظّمَا
تـمسح الـترب على اعجالها عَـنْ طُلَى نَحْرٍ رَمِيلٍ بالدّمَا
وضـيـوف لـفـلاة قـفرة نـزلوا فـيها على غير قرى
لم يذوقوا المآء حتى اجتمعوا بحدى السيف على ورد الردى
تـكسف الشمس شموساً منهم لا تـدايـنها ضـيـاءًوعلا
وتنوش الوحش من اجسادهم أرْجُـلَ الـسّبْقِ وَأيْمَانَ النّدَى
وَوُجُـوهاً كَـالمَصابيحِ، فَمِنْ قَـمَرٍ غـابَ، وَنَجْمٍ قَدْ هَوَى
غَـيّـرَتْهُنّ الـلّيَالي، وَغَـدَا جـاير الـحكم عـليهن البلا
الصفحة (14)
يـا رسـول الله لو عاينتهم وهـم مـا بـين قتلى وسبا
من رميض يمنع الظل ومن عـاطش يسقى انابيب القنا
ومـسوق عـاثر يـسعى به خلف محمول على غير وطا
متعب يشكو اذى السير على نَـقبِ المَنسِمِ، مَجزُولِ المَطَا
لَـرَأتْ عَـيْنَاكَ مِنهُمْ مَنْظَراً لـلحَشَى شَجْواً، وَللعَينِ قَذَى
لـيس هـذا لـرسول الله يا أمـة الـطغيان والبغي جزا
غارِسٌ لمْ يَألُ في الغَرْسِ لهُمْ فَـأذاقُوا أهْـلَهُ مُـرّ الجَنَى
ُُجُزروا جزر الاضاحي نسله ثُـمّ سَـاقُوا أهلَهُ سَوْقَ الإمَا
مـعجلات لا يوارين ضحى سـنن الوجه أو بيض الطلى
هـاتفات بـرسول الله فـي بُهَرِ السّعْيِ، وَعَثرَاتِ الخُطَى
يَـوْمَ لا كِـسْرَ حِجَابٍ مَانِعٌ بـذلة الـعين ولا ظـل خبا
أدْرَكَ الـكُفْرُ بِـهِمْ ثَـارَاتِهِ وَأُزِيـلَ الـغَيّ مِنْهُمْ فاشتَفَى
يـا قَـتيلاً قَوّضَ الدّهْرُ بِهِ عُـمُدَ الـدّينِ وَأعْلامَ الهُدَى
قـتـلوه بـعد عـلم مـنهم إنـه خامس أصحاب الكسا
وصـريعاً عالج الموت بلا شـد لـحيين ولا مـد ردى
غَـسَلُوهُ بِـدَمِ الـطّعْنِ، وَمَا كَـفّنُوهُ غَـيرَ بَوْغَاءِ الثّرَى
مـرهقا يدعو ولا غوث له بِـأبٍ بَـرٍّ وَجَـدٍّ مُصْطَفَى
وَبِــأُمٍّ رَفَــعَ الـلَّهُ لـهَا عـلماً ما بين نسوان الورى
أيُّ جَــدٍّ وَأبٍ يَـدْعُوهُمَا جَـدّ، يـا جَدّ، أغِثْني يا أبا
الصفحة (15)
يـا رسـول الله يـا فـاطمة يـا أمِـيرَ المُؤمِنِينَ المُرْتَضَى
كـيف لـم يـستعجل الله لهم بإنقلاب الأرض أو رجم السما
لـو بـسبطي قيصر أو هرقل فَـعَلُوا فِـعْلَ يَـزِيدٍ، مَـا عَدَا
كـم رقـاب مـن بني فاطمة عُـرِقتْ ما بينَهمْ، عَرْقَ المِدَى
وَاخـتَلاها السّيفُ حَتّى خِلْتَها سـلم الأبـرق أو طـلح العرا
حَـمَلُوا رَأسـاً يُـصَلّونَ عَلى جـده الأكـرم طـوعا وأبـا
يـتهادى بـينهم لـم ينقضوا عـمم الـهام ولا حـلو الحبى
مَـيّـتٌ تَـبْكي لَـهُ فَـاطِمَة ٌ وأبـوهـا وعـلى ذو الـعلى
لَـوْ رَسُـولُ الـلَّهِ يَحْيَا بَعْدَهُ قـعـد الـيوم عـليه لـلعزا
مـعشر مـنهم رسول الله وال كـاشف الكرب إذا الكرب عرا
صِـهْرُهُ الـبَاذِلُ عَـنْهُ نَـفْسَهُ وحـسام الله فـي يوم الوغى
أوّلُ الـنّاسِ إلى الدّاعي الّذِي لـم يـقدم غـيره لـما دعـا
ثُـمّ سِـبْطَاهُ الـشّهِيدانِ، فَـذا بـحسا الـسم وهـذا بالظبى
وَعَـليّ، وَابـنُهُ البَاقِرُ، وَالصّ ادِقُ القَوْلِ، وَموسَى ، وَالرّضَا
وَعَـلـيّ، وَأبُــوهُ وَابْـنُـهُ وَالـذِي يَـنْتَظِرُ الـقَوْمُ غَـدَا
يـا جـبال الـمجد عزا وعلى وبـدور الارض نـورا وسنا
جـعـل الله الــذي نـابكم سـبب الـوجد طـويلا والبكا
لا أرَى حُـزْنَكُمُ يُـنسَى ، وَلا رُزْءَكم يُسلى ، وَإنْ طالَ المَدَى
قـد مضى الدهر وعفى بعدكم لا الـجَوَى باخَ، وَلا الدّمعُ رَقَا
الصفحة (16)
أنـتم الشافون من داء العمى وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا
نـزل الـدين عـليكم بيتكم وتـخطى الناس طرا وطوى
أيـن عـنكم للذي يبغى بكم ظـل عـدن دونها حر لظى
أيـن عـنكم لـمضل طالب وضـح السبل وأقمار الدجى
أيـن عـنكم للذي يرجو بكم مَـعْ رَسُـولِ اللَّهِ فَوْزاً وَنَجَا
يـوم يغدو وجهه عن معشر مُـعرِضاً مُـمْتَنِعاً عِـندَ اللّقَا
شـاكياً مـنهم إلى الله وهل يُـفلِحُ الـجِيلُ الّذي مِنْهُ شَكَا
رَبّ ما حامَوْا، وَلا آوَوْا، وَلا نَصَرُوا أهْلي، وَلا أغْنَوْا غَنَا
بَـدّلُوا دِيـني، ونَالُوا أُسرَتي بـالعَظيماتِ، وَلمْ يَرْعَوْا أَلَى
لو ولي ما قد ولوا من عترتي قَـائِمُ الـشّرْكِ لأبْقَى وَرَعَى
نَـقَضُوا عَهدي، وَقَدْ أبرَمْتُهُ وَعُرَى الدّينِ، فَما أبقَوْا عُرَى
حـرمي مـستردفات وبـنو بِـنْتِيَ الأدْنَـوْنَ ذِبْحٌ للعِدَى
أتـرى لـست لديهم كامرئٍ خـلفوه بـجميل إذ مـضى
رَبّ إنّـي الـيَوْمَ خَصْمٌ لَهُمُ جئت مظلوماً وذا يوم القضا
الصفحة (17)
المعلقة الثالثة
راهب الصومعة الحسينية يلفظ أنفاسه في جده الحسين(عليه السلام) في حوليته التي لا يقرأها إلا مرة واحدة في السنة على عادته عند رأس الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من المحرم ولكن هذه المرة إختلف المكان الذي يقرأ قصيدتهُ فيه حيث موكب الحلة المتجه إلى كربلاء كان السيد حيدر متأخر عن موكب العلماء ليسبغ وضوءه وبعد أن أسبغ وضوءه أرد اللحاق بالقافلة إعترضه رجل نوراني جمال وجه لا مثيل له أبداً يقول السيد حيدر: فقال لي سيد حيدر إقرأ لي قصيدتك العينية فقرأتها رأساً ،فلما وصلت ورضيعه بدم الوريد مخضبُ فأطلب رضيعه فقال: ياسيد حيدر لا تكمل.
عينية الحلي
الله يـاحـامي الـشـريعة أتـقر وهـي كـذا مروعه
بــك تـستغيثُ وقـلبها لك عن جوى يشكو صدوعه
تـدعو جرد الخيل مصيغة لـدعـوتـها سـمـعـيه
وتـكـاد ألـسنة الـسيوف تـجيب دعـوتها سـريعه
فـصدورها ضـاقت بسرّ الـموت فـأذن أن تـذيعه
لا تـشتفي أو تـنز عـن غـروبها مـن كـل شيعه
الصفحة (18)
أيـن الـذريعة ُ لا قرارَ عـلى العدى أين الذريعه
لا يـنجعُ الإمـهال بالعا تـي فـقم وأرق نجيعه
لـلصنع ما أبقى التحمّل مـوضعاً فـدع الصنيعه
طـعناً كما دفقت أفاويقَ الـحيا مُـزنٌ سـريعه
ولـكم حَـلوبة ُ فِكرتي من ضُبا البيض الصنيعه
وعـمـيد كـل مـغامر يَقظ الحفيظة في الوقيعه
تـنميه لـلعلياء هـاشمُ أهـل ذروتـها الرفيعه
وذووا السوابق والسوابغ قـتـلـته آل أُمـيّـة ٍ
مـن كل عبل الساعدين تـراه أو ضخم الدسيعه
أن يلتمس غرضاً فحد ال سـيف يـجعله شـفيعه
ومـقارع تـحت الـقنا يـلقى الردى منه قريعه
لـم يـسر في ملمومة ٍ إلاّ وكـان لـها طـليعه
ومُـضـاجع ذا رونـقٍ ألـهاهُ عن ضمّ الضجيعه
نسي الهجوع ومن تيقظ عـزمه يـنسى هجوعه
مـات الـتصبر بإنتظا رك أيها المحيي الشريعه
فأنهض فما أبقى التحمل غـير أحـشاء جزوعه
قـد مزَّقت ثوبَ الأسى وشكت لواصلها القطيعه
فـالسيف إنّ بـه شفاء قُـلوبِ شيعتك الوجيعه
فـسواه منهم ليس ينعش هـذه الـنفس الصريعه
الصفحة (19)
طـالـت حـبال عـوائق فـمتى تـعود بـه قطيعه
كــم ذا الـعقود وديـنكم هُـدِمت قـواعده الرفيعه
تـنعى الـفروع أصـوله وأُصـولُه تـنعى فُروعه
فـيه تـحكَّم مَـن أباح ال يــوم حـرمته الـمنيعه
مَــن لَـو بِـقيمة قـدره غـاليت مـاساوى رجيعه
فـاشحذ شبا عضب له الأ رواح مـذعـنة مـطيعه
إن يـدعـها خـفت لـدع وَتِـه وإن ثـقلت سريعه
واطـلب بـه بـدم القتيل بـكر بـلا في خير شيعه
مـاذا يـهجيك إن صبرت لـوقعه الـطف الـفضيعه
أتــرى تـجيء فـجيعة بـأمضَّ مـن تلك الفجيعه
حـيث الحسين على الثرى خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
ورضـيعه بـدم الـوريد مـخضَّبٌ فاطلب رضيعه
وضُـبا انـتقامِكِ جرِّدي لطلا ذوي البغي التليعه
ودعـي جـنود الله تـم لأ هذه الأرض الوسيعة
واستأصلي حتى الرضيع لآل حـربٍ والرضيعه
مـا ذنبُ أهل البيت ح تـى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتّى مصارعهم وأجـمـعها فـضـيعه
فـمغيبُ كـالبدر ترتقبُ الـورى شـوقاً طلوعه
ومـكابد للسم قد سقيت حُـشـاشـته نـقـيعه
الصفحة (20)
ومـضرَّجٌ بـالسيف آثر عـزه وأبـى خـضوعه
ألـفى بـمشرعة الـردى فـخراً على ظمأ شروعه
فقضى كما اشتهت الحميَّة ُ تـشكر الـهيجا صـنيعه
ومـصـفَّدٌ لـلـه سـلَّم أمـرّ مـا قـاسى جميعه
فـلقسره لـم تـلق لـولا الله كــفـاً مـسـتطيعه
وسـبـية بـاتت بـأفعى الـهـمّ مـهجتُها لـسيعه
سُـلِبت ومـا سُلبت محا مـد عـزّها الغرُّ البديعه
فـلتغد أخـبية الـخدور تـطيح أعـمدها الرفيعه
ولـتبد حـاسرة عـن الو جـه الشريفة ُ كالوضيعه
فأرى كريمة التنزيل بين أُمـيَّة ٍ بـرزت مـروعه
تـدعو ومـن تدعو وتلك كُـفاة دعـوتها صـريعه
واهـاً عـرانين الـعلى عـادت أنـوفكم جـديعة
مـاهز أضـلعكم حـداء الـقوم بـالعيس الضليعه
حـملت ودائـعكم إلـى من ليسَ يعرفُ ما الوديعه
يـا ضـلَّ سـعيُكِ أُمة ً لـم تشكر الهادي صنيعه
اأضـعت حـافظ ديـنه وحـفظتِ جاهلة ٍ مُضيعه
آل الـرسالة لـم تـزل كـبدي لـرزؤكم صديعه
ولـكـم حـلوبه فـكرتي در الـثنا تمري ضروعه
وبـكم أروضُ مـن القوا فـي كـل فاركة شموعه
الصفحة (21)
تـحكي مـخائلها بروق الـغيث معطية ً منوعه
قـلدي وكـفها وعـنه سـواي خُـلّبها لموعه
فـتـقـبلوها إنـنـي لـغـد أقـدمها ذريـعة
أرجـو بـها في الحشر راحة هذه النفس الهلوعه
وعـليكم الـصلوات ما حـنت مطوفة سجوعه
أرجـو بـها في الحشر راحة هذه النفس الهلوعه
وعـليكم الـصلوات ما حـنت مطوفة سجوعه
******
لَـقَد خِـفتُ فـي الدُنيا وَأَيّامِ سَعيِها وَإِنّـي لأرجـو الأَمـنَ بَـعدَ وَفاتي
ألـمْ تـرَ أنـي مـنْ ثـلاثينَ حجةً أروحُ وأغــدو دائــمَ الـحسراتِ
أرى فـيئهمْ فـي غـيرهمْ مـتقسماً وأيـديـهم مـن فـيئهم صـفراتِ
فكيفَ أداوى منْ جوى ً ليَ ، والجوى أمـيَّـة أَهْـلُ الـفِسْقِ والـتَّبِعاتِ
بـناتُ زيـادٍ فـي القصورِ مصونةُ وآل رســول اللهِ فــي الـفلواتِ
سـأَبْكيهمُ مـا ذَرَّ في الأرْض شَارِقٌ ونـادى مـنادي الـخيرِ بالصلواتِ
ومـا طـلعتْ شمسٌ وحانَ غروبها وبـالـلَّيلِ أبْـكـيهمْ، وبـالغَدَواتِ
ديـارُ رَسـولِ الـلّهِ أَصْـبَحْنَ بَلْقعا وآل زيــادٍ تـسـكنُ الـحجراتِ
وآلُ رسـول الله تـدمى نـحورهمْ وآلُ زيــادٍ ربــة ُ الـحـجلاتِ
وآلُ رسـولِ اللهِ تـسبى حـريمهمْ وآل زيــادٍ أمـنـو الـسـرباتِ
وآلُ رسـولِ اللهِ نـحفٌ جـسومهمْ وآلُ زيــادٍ غـلـظُ الـقـصراتِ
إِذَا وُتِــروا مَـدُّوا إِلَـى واتِـريهمُ أَكُـفّـاً عَـن الأَوتـارِ مُـنْقَبِضَاتِ
فَـلَولا الَّـذِي أَرجُوه في اليومِ أَو غدٍ تَـقـطَّعَ قَـلْبي إثْـرَهمْ حَـسَراتِ
خُـروجُ إِمـامٍ لا مَـحالَة َ خـارجٌ يَـقُومُ عَـلَى اسـمِ الـلّهِ وَالْبَرَكاتِ
يُـمَـيّزُ فـينا كـلَّ حَـقٍّ وبـاطلٍ ويُـجزِي عـلى الـنَّعمَاءِ والنَّقِماتِ
فـيا نفسُ طيبي ، ثم يا نفسُ أبشري فَـغَـيْرُ بَـعيدٍ كُـلُّ مـا هُـو آتِ
وَلاَ تَـجْزَعي مِنْ مُدَّة ِ الجَوْرِ، إِنَّني كـأنـي بـها قـدْ أذنـتْ بـشتاتِ
فـإنْ قَـرَّبَ الرحْمنُ مِنْ تِلكَ مُدَّتي وأخَّـر مـن عـمري لـيومِ وفاتي
شَـفيتُ، ولَـم أَتْـركْ لِنَفْسي رَزيَّة وَرَوّيـتُ مِـنهمْ مُـنصِلي وَقَـناتي
الصفحة (12)
فإِنِّي مِن الرحمنِ أَرْجُو بِحبِّهمْ حَياة ً لدَى الفِردَوسِ غيرَ بَتاتِ
عسى اللهُ أنْ يرتاحَ للخلقِ إنهُ إلـى كُـلِّ قومٍ دَائِمُ اللَّحَظَاتِ
فـإنْ قُلتُ عُرْفاً أَنْكَرُوهُ بِمُنكرٍ وغَطَّوا عَلَى التَّحْقِيقِ بالشُّبَهاتِ
تقاصر نفسي دائماً عنْ جدالهم كـفاني مـا ألقي من العبراتِ
أحـاولُ نقلَ الشمَّ منْ مستقرِّها وإسـماعَ أحجارٍ من الصلداتِ
فـحسبيَ منهمْ أنْ أموتَ بغصةٍ تُـردَّدُ بَـينَ الصَّدْرِ وَاللَّهَوَاتِ
فَـمنْ عارِفٍ لَم يَنْتَفِعْ، وَمُعَانِدٍ يـميلُ معَ الأهواءِ والشهواتِ
كأَنَّكَ بالأَضْلاعِ قَدْ ضاقَ رُحْبُها لما ضمنتْ منْ شدة ِ الزفراتِ
الصفحة (13)
المعلقة الثانية
نفثة مهموم وغصة محزون من عالم ضليع في فنون الأدب وعلوم اللغة ومن رواد الملاحم الأدبية السيد الشريف المرتضى علم الهدى الذي دوى صدى شهرته في الأدب وبديع فنون الكلام فأخذ الكل يدرس حياته الأدبية والعلمية هاهو يصدح بقلبه الحزين على جده الحسين(عليه السلام) بقصيدته التي مطلعها ((كربلاء لا زلت كرباً وبلا))
كربلاء لازلت كرباً وبلا
كـرْبَلا، لا زِلْـتِ كَرْباً وَبَلا مـا لقي عندك آل المصطفى
كَـمْ عَـلى تُرْبِكِ لمّا صُرّعُوا مـن دم سال ومن دمع جرى
كَمْ حَصَانِ الذّيلِ يَرْوِي دَمعُها خَـدَّهَا عِـندَ قَـتيلٍ بـالظّمَا
تـمسح الـترب على اعجالها عَـنْ طُلَى نَحْرٍ رَمِيلٍ بالدّمَا
وضـيـوف لـفـلاة قـفرة نـزلوا فـيها على غير قرى
لم يذوقوا المآء حتى اجتمعوا بحدى السيف على ورد الردى
تـكسف الشمس شموساً منهم لا تـدايـنها ضـيـاءًوعلا
وتنوش الوحش من اجسادهم أرْجُـلَ الـسّبْقِ وَأيْمَانَ النّدَى
وَوُجُـوهاً كَـالمَصابيحِ، فَمِنْ قَـمَرٍ غـابَ، وَنَجْمٍ قَدْ هَوَى
غَـيّـرَتْهُنّ الـلّيَالي، وَغَـدَا جـاير الـحكم عـليهن البلا
الصفحة (14)
يـا رسـول الله لو عاينتهم وهـم مـا بـين قتلى وسبا
من رميض يمنع الظل ومن عـاطش يسقى انابيب القنا
ومـسوق عـاثر يـسعى به خلف محمول على غير وطا
متعب يشكو اذى السير على نَـقبِ المَنسِمِ، مَجزُولِ المَطَا
لَـرَأتْ عَـيْنَاكَ مِنهُمْ مَنْظَراً لـلحَشَى شَجْواً، وَللعَينِ قَذَى
لـيس هـذا لـرسول الله يا أمـة الـطغيان والبغي جزا
غارِسٌ لمْ يَألُ في الغَرْسِ لهُمْ فَـأذاقُوا أهْـلَهُ مُـرّ الجَنَى
ُُجُزروا جزر الاضاحي نسله ثُـمّ سَـاقُوا أهلَهُ سَوْقَ الإمَا
مـعجلات لا يوارين ضحى سـنن الوجه أو بيض الطلى
هـاتفات بـرسول الله فـي بُهَرِ السّعْيِ، وَعَثرَاتِ الخُطَى
يَـوْمَ لا كِـسْرَ حِجَابٍ مَانِعٌ بـذلة الـعين ولا ظـل خبا
أدْرَكَ الـكُفْرُ بِـهِمْ ثَـارَاتِهِ وَأُزِيـلَ الـغَيّ مِنْهُمْ فاشتَفَى
يـا قَـتيلاً قَوّضَ الدّهْرُ بِهِ عُـمُدَ الـدّينِ وَأعْلامَ الهُدَى
قـتـلوه بـعد عـلم مـنهم إنـه خامس أصحاب الكسا
وصـريعاً عالج الموت بلا شـد لـحيين ولا مـد ردى
غَـسَلُوهُ بِـدَمِ الـطّعْنِ، وَمَا كَـفّنُوهُ غَـيرَ بَوْغَاءِ الثّرَى
مـرهقا يدعو ولا غوث له بِـأبٍ بَـرٍّ وَجَـدٍّ مُصْطَفَى
وَبِــأُمٍّ رَفَــعَ الـلَّهُ لـهَا عـلماً ما بين نسوان الورى
أيُّ جَــدٍّ وَأبٍ يَـدْعُوهُمَا جَـدّ، يـا جَدّ، أغِثْني يا أبا
الصفحة (15)
يـا رسـول الله يـا فـاطمة يـا أمِـيرَ المُؤمِنِينَ المُرْتَضَى
كـيف لـم يـستعجل الله لهم بإنقلاب الأرض أو رجم السما
لـو بـسبطي قيصر أو هرقل فَـعَلُوا فِـعْلَ يَـزِيدٍ، مَـا عَدَا
كـم رقـاب مـن بني فاطمة عُـرِقتْ ما بينَهمْ، عَرْقَ المِدَى
وَاخـتَلاها السّيفُ حَتّى خِلْتَها سـلم الأبـرق أو طـلح العرا
حَـمَلُوا رَأسـاً يُـصَلّونَ عَلى جـده الأكـرم طـوعا وأبـا
يـتهادى بـينهم لـم ينقضوا عـمم الـهام ولا حـلو الحبى
مَـيّـتٌ تَـبْكي لَـهُ فَـاطِمَة ٌ وأبـوهـا وعـلى ذو الـعلى
لَـوْ رَسُـولُ الـلَّهِ يَحْيَا بَعْدَهُ قـعـد الـيوم عـليه لـلعزا
مـعشر مـنهم رسول الله وال كـاشف الكرب إذا الكرب عرا
صِـهْرُهُ الـبَاذِلُ عَـنْهُ نَـفْسَهُ وحـسام الله فـي يوم الوغى
أوّلُ الـنّاسِ إلى الدّاعي الّذِي لـم يـقدم غـيره لـما دعـا
ثُـمّ سِـبْطَاهُ الـشّهِيدانِ، فَـذا بـحسا الـسم وهـذا بالظبى
وَعَـليّ، وَابـنُهُ البَاقِرُ، وَالصّ ادِقُ القَوْلِ، وَموسَى ، وَالرّضَا
وَعَـلـيّ، وَأبُــوهُ وَابْـنُـهُ وَالـذِي يَـنْتَظِرُ الـقَوْمُ غَـدَا
يـا جـبال الـمجد عزا وعلى وبـدور الارض نـورا وسنا
جـعـل الله الــذي نـابكم سـبب الـوجد طـويلا والبكا
لا أرَى حُـزْنَكُمُ يُـنسَى ، وَلا رُزْءَكم يُسلى ، وَإنْ طالَ المَدَى
قـد مضى الدهر وعفى بعدكم لا الـجَوَى باخَ، وَلا الدّمعُ رَقَا
الصفحة (16)
أنـتم الشافون من داء العمى وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا
نـزل الـدين عـليكم بيتكم وتـخطى الناس طرا وطوى
أيـن عـنكم للذي يبغى بكم ظـل عـدن دونها حر لظى
أيـن عـنكم لـمضل طالب وضـح السبل وأقمار الدجى
أيـن عـنكم للذي يرجو بكم مَـعْ رَسُـولِ اللَّهِ فَوْزاً وَنَجَا
يـوم يغدو وجهه عن معشر مُـعرِضاً مُـمْتَنِعاً عِـندَ اللّقَا
شـاكياً مـنهم إلى الله وهل يُـفلِحُ الـجِيلُ الّذي مِنْهُ شَكَا
رَبّ ما حامَوْا، وَلا آوَوْا، وَلا نَصَرُوا أهْلي، وَلا أغْنَوْا غَنَا
بَـدّلُوا دِيـني، ونَالُوا أُسرَتي بـالعَظيماتِ، وَلمْ يَرْعَوْا أَلَى
لو ولي ما قد ولوا من عترتي قَـائِمُ الـشّرْكِ لأبْقَى وَرَعَى
نَـقَضُوا عَهدي، وَقَدْ أبرَمْتُهُ وَعُرَى الدّينِ، فَما أبقَوْا عُرَى
حـرمي مـستردفات وبـنو بِـنْتِيَ الأدْنَـوْنَ ذِبْحٌ للعِدَى
أتـرى لـست لديهم كامرئٍ خـلفوه بـجميل إذ مـضى
رَبّ إنّـي الـيَوْمَ خَصْمٌ لَهُمُ جئت مظلوماً وذا يوم القضا
الصفحة (17)
المعلقة الثالثة
راهب الصومعة الحسينية يلفظ أنفاسه في جده الحسين(عليه السلام) في حوليته التي لا يقرأها إلا مرة واحدة في السنة على عادته عند رأس الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من المحرم ولكن هذه المرة إختلف المكان الذي يقرأ قصيدتهُ فيه حيث موكب الحلة المتجه إلى كربلاء كان السيد حيدر متأخر عن موكب العلماء ليسبغ وضوءه وبعد أن أسبغ وضوءه أرد اللحاق بالقافلة إعترضه رجل نوراني جمال وجه لا مثيل له أبداً يقول السيد حيدر: فقال لي سيد حيدر إقرأ لي قصيدتك العينية فقرأتها رأساً ،فلما وصلت ورضيعه بدم الوريد مخضبُ فأطلب رضيعه فقال: ياسيد حيدر لا تكمل.
عينية الحلي
الله يـاحـامي الـشـريعة أتـقر وهـي كـذا مروعه
بــك تـستغيثُ وقـلبها لك عن جوى يشكو صدوعه
تـدعو جرد الخيل مصيغة لـدعـوتـها سـمـعـيه
وتـكـاد ألـسنة الـسيوف تـجيب دعـوتها سـريعه
فـصدورها ضـاقت بسرّ الـموت فـأذن أن تـذيعه
لا تـشتفي أو تـنز عـن غـروبها مـن كـل شيعه
الصفحة (18)
أيـن الـذريعة ُ لا قرارَ عـلى العدى أين الذريعه
لا يـنجعُ الإمـهال بالعا تـي فـقم وأرق نجيعه
لـلصنع ما أبقى التحمّل مـوضعاً فـدع الصنيعه
طـعناً كما دفقت أفاويقَ الـحيا مُـزنٌ سـريعه
ولـكم حَـلوبة ُ فِكرتي من ضُبا البيض الصنيعه
وعـمـيد كـل مـغامر يَقظ الحفيظة في الوقيعه
تـنميه لـلعلياء هـاشمُ أهـل ذروتـها الرفيعه
وذووا السوابق والسوابغ قـتـلـته آل أُمـيّـة ٍ
مـن كل عبل الساعدين تـراه أو ضخم الدسيعه
أن يلتمس غرضاً فحد ال سـيف يـجعله شـفيعه
ومـقارع تـحت الـقنا يـلقى الردى منه قريعه
لـم يـسر في ملمومة ٍ إلاّ وكـان لـها طـليعه
ومُـضـاجع ذا رونـقٍ ألـهاهُ عن ضمّ الضجيعه
نسي الهجوع ومن تيقظ عـزمه يـنسى هجوعه
مـات الـتصبر بإنتظا رك أيها المحيي الشريعه
فأنهض فما أبقى التحمل غـير أحـشاء جزوعه
قـد مزَّقت ثوبَ الأسى وشكت لواصلها القطيعه
فـالسيف إنّ بـه شفاء قُـلوبِ شيعتك الوجيعه
فـسواه منهم ليس ينعش هـذه الـنفس الصريعه
الصفحة (19)
طـالـت حـبال عـوائق فـمتى تـعود بـه قطيعه
كــم ذا الـعقود وديـنكم هُـدِمت قـواعده الرفيعه
تـنعى الـفروع أصـوله وأُصـولُه تـنعى فُروعه
فـيه تـحكَّم مَـن أباح ال يــوم حـرمته الـمنيعه
مَــن لَـو بِـقيمة قـدره غـاليت مـاساوى رجيعه
فـاشحذ شبا عضب له الأ رواح مـذعـنة مـطيعه
إن يـدعـها خـفت لـدع وَتِـه وإن ثـقلت سريعه
واطـلب بـه بـدم القتيل بـكر بـلا في خير شيعه
مـاذا يـهجيك إن صبرت لـوقعه الـطف الـفضيعه
أتــرى تـجيء فـجيعة بـأمضَّ مـن تلك الفجيعه
حـيث الحسين على الثرى خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
ورضـيعه بـدم الـوريد مـخضَّبٌ فاطلب رضيعه
وضُـبا انـتقامِكِ جرِّدي لطلا ذوي البغي التليعه
ودعـي جـنود الله تـم لأ هذه الأرض الوسيعة
واستأصلي حتى الرضيع لآل حـربٍ والرضيعه
مـا ذنبُ أهل البيت ح تـى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتّى مصارعهم وأجـمـعها فـضـيعه
فـمغيبُ كـالبدر ترتقبُ الـورى شـوقاً طلوعه
ومـكابد للسم قد سقيت حُـشـاشـته نـقـيعه
الصفحة (20)
ومـضرَّجٌ بـالسيف آثر عـزه وأبـى خـضوعه
ألـفى بـمشرعة الـردى فـخراً على ظمأ شروعه
فقضى كما اشتهت الحميَّة ُ تـشكر الـهيجا صـنيعه
ومـصـفَّدٌ لـلـه سـلَّم أمـرّ مـا قـاسى جميعه
فـلقسره لـم تـلق لـولا الله كــفـاً مـسـتطيعه
وسـبـية بـاتت بـأفعى الـهـمّ مـهجتُها لـسيعه
سُـلِبت ومـا سُلبت محا مـد عـزّها الغرُّ البديعه
فـلتغد أخـبية الـخدور تـطيح أعـمدها الرفيعه
ولـتبد حـاسرة عـن الو جـه الشريفة ُ كالوضيعه
فأرى كريمة التنزيل بين أُمـيَّة ٍ بـرزت مـروعه
تـدعو ومـن تدعو وتلك كُـفاة دعـوتها صـريعه
واهـاً عـرانين الـعلى عـادت أنـوفكم جـديعة
مـاهز أضـلعكم حـداء الـقوم بـالعيس الضليعه
حـملت ودائـعكم إلـى من ليسَ يعرفُ ما الوديعه
يـا ضـلَّ سـعيُكِ أُمة ً لـم تشكر الهادي صنيعه
اأضـعت حـافظ ديـنه وحـفظتِ جاهلة ٍ مُضيعه
آل الـرسالة لـم تـزل كـبدي لـرزؤكم صديعه
ولـكـم حـلوبه فـكرتي در الـثنا تمري ضروعه
وبـكم أروضُ مـن القوا فـي كـل فاركة شموعه
الصفحة (21)
تـحكي مـخائلها بروق الـغيث معطية ً منوعه
قـلدي وكـفها وعـنه سـواي خُـلّبها لموعه
فـتـقـبلوها إنـنـي لـغـد أقـدمها ذريـعة
أرجـو بـها في الحشر راحة هذه النفس الهلوعه
وعـليكم الـصلوات ما حـنت مطوفة سجوعه
أرجـو بـها في الحشر راحة هذه النفس الهلوعه
وعـليكم الـصلوات ما حـنت مطوفة سجوعه
******
رد: تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
لصفحة (22)
المعلقة الرابعة
واحدة من القطع الأدبية والملاحم الحسينية التي لم ينساها عشاق الحسين(عليه السلام) لأن فيها تجسيد العظمة وتصوير الحالة العامة للواقعة والتفصيل الدقيق لحال الحسين(عليه السلام) الحال المر على قلب محبينه، هاهو السيد جعفر الحلي بشعريته الجريئة يدخل في ميدان شهراء الحسين وأدباء الطف فهنيأً له.
الله أي دم في كربلاء
اللهُ ايُّ دمٍ فــي كـربـلا سُـفِكا لم يجر في الارض حتى اوقف الفلكا
وأي خـيل ضـلالٍ بالطفوف عدت عـلى حـريم رسـول الله فانتهكا
يـوم بـحامية الاسـلام قد نهضت لــه حـمـية ديـن الله اذ تـركا
رأى بــأنَّ سـبيل الـحقِّ مـتبع والـرشد لـم تـدر قـومٍ اية سلكا
والـناس عـادت الـيهم جاهليتهم كـأن مـن شـرع الاسلام قد افكا
وقــد تـحكّم بـالاسلام طـاغيةٌ يـمسي ويـصبح بالفحشاء منهمكا
لـم أدرِ أين رجال المسلمين مضوا وكـيف صـار يـزيدٌ بـينهم ملكا
الـعاصر الـخمر من لؤمٍ بعنصره ومـن خـساسة طبعٍ يعصر الودكا
هـل كـيف يسلم من شركٍ ووالده مـا نـزّهت حمله هندٌ عن الشركا
لـئن جـرت لفظة التوحيد من فمه فـسيفه بـسوى الـتوحيد مـا فتكا
الصفحة (23)
قـد اصـبح الدين منه يشتكي سقماً ومـا إلـى أحـدٍ غير الحسين شكا
فـما رأى السبط للدين الحنيف شفا إلا إذا دمــه فـي كـربلا سـفكا
ومـا سـمعنا عـليلاً لاعـلاج لها إلا بـنـفس مـداويـه اذا هـلكا
بـقتله فـاح لـلاسلام نـشر هدى فـكـلما ذكـرته الـمسلمون ذكـا
وصـان ستر الهدى من كل خائنةٍ سـتر الـفواطم يوم الطف إذ هُتكا
نـفسي الـفداء لـفاد ِ شرع والده بـنـفسه وبـأهـليهِ ومـا مـلكا
وشـبّـها بـذباب الـسيف ثـائرة شـعواء قـد اوردت اعدائه الدركا
وأنـجم الـظهر للأعداء قد ظهرت نصب العيون وغطى النقع وجه دكا
أحـال أرض الـعدا نـقعاً بحملته ولـلسماء سـما مـن قسطلٍ سمكا
فـأنقص الأرضـين السبع واحدةً مـنـها وزاد إلـى أفـلاكها فـلكا
كـسا الـنهار ثـياب النقع حالكة لـكن مـحياه يـجلو ذلـك الحلكا
فـي فـتية ٍ كـصقور الجوّ تحملها أمـثالها تـنقض الاشراك والشبكا
لـو أطـلقوها وراء الـبرقِ آونة لـيمسكوه أتـت والـبرق قد مسكا
الـصائدون سباع الصيد إن عندت ومـا سوى سمرهم مدّوا لها شركا
لـم تـمس أعـدائهم إلا على دركٍ وجـارهم يـأمن الأهوال والدركا
ضـاق الفضاء على حربٍ بحربهمُ حـتى رأت كل رحبٍ ضيّقٍ ضنكا
يا ويح دهرٍ جرى بالطف بين بني مـحـمدٍ وبـني سـفيان مـعتركا
حـشا بـني فـاطم ما القوم كفؤهم شـجاعة لا ولا جـوداً ولانـسكا
لـكـنها وقـعةٌ كـانت مـؤسسةٌ مـن الألـى غصبوا من فاطمٍ فدكا
الصفحة (24)
مـا يـنقم الـناس منهم غير أنهمُ يـنهون أن تـعبد الأوثان والشركا
شـل الإلـه يـداَ شمر غداة على صـدر بـن فاطمةٍ بالسيف قد بركا
فـكان مـا طـبق الأنـوار قاطبة مـن يـومه لـلتلاقي مـأتماً وبكا
ولـم يـغادر جـمادا ً لا ولا بشراً إلا بـكـاه ولا جـنّـاً ولا مـلكا
فـأن تـجد ضـحكاً منّا فلا عجباً فـربما بـسم الـمغبون أو ضحكا
فـي كـل عـامٍ لنا بالعشر ِ واعية تـطبق الـدور والأرجاء والسككا
وكــل مـسلمة تـرمي بـزينتها حتى السماء رمت عن وجهها الحبكا
يـا مـيّتاً تـرك الألـباب حـائرةً وبـالعراء ثـلاثا ً جـسمه تُـرِكا
تـأتي الـوحوش لـه لـيلاً مسلِمة والـقوم تـجري نهاراً فوقه الرمكا
ويـلٌ لـهم ما اهتدوا منه بموعظةٍ كـالدرِّ مـنتظماً والـتبرِ مـنسبكا
لـم يـنقطع قط من ارسال خطبته حـتى بـها رأسه فوق السنان حكا
وا لـهفتاه لـزين الـعابدين لـقى مـن طـول عـلّته والسقم قد نُهكا
كـانـت عـبادته مـنهم سـياطهمُ وفـي كـعوب القنا قالوا البقاء لكا
جـرّوه فـأنتهبوا النطع المُعَدَّ لهُو أوطـأوا جـسمه السعدان والحسكا
******
الصفحة (25)
المعلقة الخامسة
قطعة حسينية من قصائد العلم الفقيه السيد رضا الهندي الذي قلما قرأ لـه أحد إلا شـغف بـشعره وخـصوصاً في أهل البيت(عليهم السلام) لتعلقه بهم حيث أغلب وأعذب شعره فيهم (عليهم السلام) وكفى ذلك الفم الطاهر أن أنشد قصيدته الهائية بلهجة الحزين وتناقلها الأدباء والخطباء وحفظوها ونشروها في الآفاق وقلما تجد خطيباً لا يحفظ شيء منها.
إن كان عندك عبرة تجريها
إن كـان عـندك عبرة تجريها فأنزل بأرض الطف كي نسقيها
فـعسى نَبُلُّ بها مضاجع صفوة مـا بُـلَّتِ الأكـباد من جاريها
ولقد مررت على منازل عصمة ثـقل الـنبوة كـان ألـقى فيها
فـبكيت حـتى خلتها ستجيبني بـبكائها حـزناً عـلى أهـليها
وذكـرت إذ وقفت عقيلة حيدرٍ مـذهولة تصغي لصوت أخيها
بـأبي التي ورثت مصائب أمِّها فـغدت تـقابلها بـصبر أبيها
لم تَلهُ عن جمع العيال وحفظهم بـفراق إخـوتها وفـقد بـنيها
تـدعو فـتحترق القلوب كأنّما يـرمي حـشاها جمرة من فيها
هذي نساؤك من يكون إذا سرت فـي الأسر سائقها ومن حاديها
أيـسوقها زجرٌ بضرب متونها والـشمر يـحدوها بسبِّ أبيها
الصفحة (26)
عـجباً لها بالأمس أنت تصونها والـيـوم آل أمـيـة تـبديها
حسرى وعزَّ عليك أن لم يتركوا لـك مـن ثـيابك ساتراً يكفيها
وسروا براسك في القنا وقلوبها تـسمو إلـيه ووجدها يضنيها
إن أخَّـروه شـجاه رؤية حالها أو قـدمـوه فـحاله يـشجيها
******
الصفحة (27)
المعلقة السادسة
قصيدة نابعة من روح أفرزت جمرات الحزن بطريقة ملحمية من شاعر و أديب بلاد العلماء البحرين وأشهر ما عُرف بها الشيخ من قصائد فهاهي تقرأ في جميع نواحي العالم الشيعي العربي وقلما تجد خطيباً حسينياً عربياً لا يحفظ منها شيئاً وهناك من يحفظها ولا يعلم لمن هي ، هي للشيخ الجليل والفاضل النحرير الشيخ حسن الدمستاني.
أحرم الحجاج عن لذاتهم
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور وأنـا الـمحرم عـن لذاته كل الدهور
كـيف لا أحرم دأباً ناحراً هدي السرور وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
***
حق للشارب من زمزم حب المصطفى أن يـرى حـق بـنيه حـرماً معتكفا
ويـواسيهم وإلا حـاد عن باب الصفا وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
الصفحة (28)
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى واتـخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزاناً تذيب الأنفسا وقليل تلف الأرواح في رزء الحسين
***
لست أنساه طريداً عن جوار المصطفى لائـذاً بـالقبة الـنوراء يـشكو أسفا
قـائلاً ياجدُّ رسم الصبر من قلبي عفى بـبلاء أنقض الظهر وأوهى المنكبين
***
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها لـم نـذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
هـا أنا مطرود رجس هائم في بَرها تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
***
الصفحة (29)
ضـمني عندك يا جداه في هذا الضريح عـلني يـاجد من بلوى زماني أستريح
ضاق بي ياجد من فرط الأسى كل فسيح فـعسى طـود الأسى يندك بين الدكتين
***
جد صفو العيش من بعدك بالأكدار شيب وأشـاب الـهم رأسي قبل ابان المشيب
فـعلا مـن داخـل القبر بكاء ونحيب ونـداء بـافتجاع يـا حـبيبي ياحسين
***
أنـت يـاريحانة القلب حقيق بالبلا إنـما الـدنيا أعـدت لـبلاء النبلا
لـكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا فاتخذ درعين من صبر وحسم سابغين
***
الصفحة (30)
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا وسـتبقى فـي ثـراها عافراً منجدلا
وكـأني بـلئيم الأصل شمراً قد علا صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
***
وكـأني بـالأيامى مـن بـناتي تستغيث سـغباً تـستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى أجسامهن الضرب والسير الحثيث بـينها السجاد في الأصفاد مغلول اليدين
***
فـبكى قـرة عـين الـمصطفى والمرتضى رحـمةً لـلآل لا سـخطاً لـمحتوم الـقضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا مـقتدى الأمـة والـي شـرقها والـمغربين
***
المعلقة الرابعة
واحدة من القطع الأدبية والملاحم الحسينية التي لم ينساها عشاق الحسين(عليه السلام) لأن فيها تجسيد العظمة وتصوير الحالة العامة للواقعة والتفصيل الدقيق لحال الحسين(عليه السلام) الحال المر على قلب محبينه، هاهو السيد جعفر الحلي بشعريته الجريئة يدخل في ميدان شهراء الحسين وأدباء الطف فهنيأً له.
الله أي دم في كربلاء
اللهُ ايُّ دمٍ فــي كـربـلا سُـفِكا لم يجر في الارض حتى اوقف الفلكا
وأي خـيل ضـلالٍ بالطفوف عدت عـلى حـريم رسـول الله فانتهكا
يـوم بـحامية الاسـلام قد نهضت لــه حـمـية ديـن الله اذ تـركا
رأى بــأنَّ سـبيل الـحقِّ مـتبع والـرشد لـم تـدر قـومٍ اية سلكا
والـناس عـادت الـيهم جاهليتهم كـأن مـن شـرع الاسلام قد افكا
وقــد تـحكّم بـالاسلام طـاغيةٌ يـمسي ويـصبح بالفحشاء منهمكا
لـم أدرِ أين رجال المسلمين مضوا وكـيف صـار يـزيدٌ بـينهم ملكا
الـعاصر الـخمر من لؤمٍ بعنصره ومـن خـساسة طبعٍ يعصر الودكا
هـل كـيف يسلم من شركٍ ووالده مـا نـزّهت حمله هندٌ عن الشركا
لـئن جـرت لفظة التوحيد من فمه فـسيفه بـسوى الـتوحيد مـا فتكا
الصفحة (23)
قـد اصـبح الدين منه يشتكي سقماً ومـا إلـى أحـدٍ غير الحسين شكا
فـما رأى السبط للدين الحنيف شفا إلا إذا دمــه فـي كـربلا سـفكا
ومـا سـمعنا عـليلاً لاعـلاج لها إلا بـنـفس مـداويـه اذا هـلكا
بـقتله فـاح لـلاسلام نـشر هدى فـكـلما ذكـرته الـمسلمون ذكـا
وصـان ستر الهدى من كل خائنةٍ سـتر الـفواطم يوم الطف إذ هُتكا
نـفسي الـفداء لـفاد ِ شرع والده بـنـفسه وبـأهـليهِ ومـا مـلكا
وشـبّـها بـذباب الـسيف ثـائرة شـعواء قـد اوردت اعدائه الدركا
وأنـجم الـظهر للأعداء قد ظهرت نصب العيون وغطى النقع وجه دكا
أحـال أرض الـعدا نـقعاً بحملته ولـلسماء سـما مـن قسطلٍ سمكا
فـأنقص الأرضـين السبع واحدةً مـنـها وزاد إلـى أفـلاكها فـلكا
كـسا الـنهار ثـياب النقع حالكة لـكن مـحياه يـجلو ذلـك الحلكا
فـي فـتية ٍ كـصقور الجوّ تحملها أمـثالها تـنقض الاشراك والشبكا
لـو أطـلقوها وراء الـبرقِ آونة لـيمسكوه أتـت والـبرق قد مسكا
الـصائدون سباع الصيد إن عندت ومـا سوى سمرهم مدّوا لها شركا
لـم تـمس أعـدائهم إلا على دركٍ وجـارهم يـأمن الأهوال والدركا
ضـاق الفضاء على حربٍ بحربهمُ حـتى رأت كل رحبٍ ضيّقٍ ضنكا
يا ويح دهرٍ جرى بالطف بين بني مـحـمدٍ وبـني سـفيان مـعتركا
حـشا بـني فـاطم ما القوم كفؤهم شـجاعة لا ولا جـوداً ولانـسكا
لـكـنها وقـعةٌ كـانت مـؤسسةٌ مـن الألـى غصبوا من فاطمٍ فدكا
الصفحة (24)
مـا يـنقم الـناس منهم غير أنهمُ يـنهون أن تـعبد الأوثان والشركا
شـل الإلـه يـداَ شمر غداة على صـدر بـن فاطمةٍ بالسيف قد بركا
فـكان مـا طـبق الأنـوار قاطبة مـن يـومه لـلتلاقي مـأتماً وبكا
ولـم يـغادر جـمادا ً لا ولا بشراً إلا بـكـاه ولا جـنّـاً ولا مـلكا
فـأن تـجد ضـحكاً منّا فلا عجباً فـربما بـسم الـمغبون أو ضحكا
فـي كـل عـامٍ لنا بالعشر ِ واعية تـطبق الـدور والأرجاء والسككا
وكــل مـسلمة تـرمي بـزينتها حتى السماء رمت عن وجهها الحبكا
يـا مـيّتاً تـرك الألـباب حـائرةً وبـالعراء ثـلاثا ً جـسمه تُـرِكا
تـأتي الـوحوش لـه لـيلاً مسلِمة والـقوم تـجري نهاراً فوقه الرمكا
ويـلٌ لـهم ما اهتدوا منه بموعظةٍ كـالدرِّ مـنتظماً والـتبرِ مـنسبكا
لـم يـنقطع قط من ارسال خطبته حـتى بـها رأسه فوق السنان حكا
وا لـهفتاه لـزين الـعابدين لـقى مـن طـول عـلّته والسقم قد نُهكا
كـانـت عـبادته مـنهم سـياطهمُ وفـي كـعوب القنا قالوا البقاء لكا
جـرّوه فـأنتهبوا النطع المُعَدَّ لهُو أوطـأوا جـسمه السعدان والحسكا
******
الصفحة (25)
المعلقة الخامسة
قطعة حسينية من قصائد العلم الفقيه السيد رضا الهندي الذي قلما قرأ لـه أحد إلا شـغف بـشعره وخـصوصاً في أهل البيت(عليهم السلام) لتعلقه بهم حيث أغلب وأعذب شعره فيهم (عليهم السلام) وكفى ذلك الفم الطاهر أن أنشد قصيدته الهائية بلهجة الحزين وتناقلها الأدباء والخطباء وحفظوها ونشروها في الآفاق وقلما تجد خطيباً لا يحفظ شيء منها.
إن كان عندك عبرة تجريها
إن كـان عـندك عبرة تجريها فأنزل بأرض الطف كي نسقيها
فـعسى نَبُلُّ بها مضاجع صفوة مـا بُـلَّتِ الأكـباد من جاريها
ولقد مررت على منازل عصمة ثـقل الـنبوة كـان ألـقى فيها
فـبكيت حـتى خلتها ستجيبني بـبكائها حـزناً عـلى أهـليها
وذكـرت إذ وقفت عقيلة حيدرٍ مـذهولة تصغي لصوت أخيها
بـأبي التي ورثت مصائب أمِّها فـغدت تـقابلها بـصبر أبيها
لم تَلهُ عن جمع العيال وحفظهم بـفراق إخـوتها وفـقد بـنيها
تـدعو فـتحترق القلوب كأنّما يـرمي حـشاها جمرة من فيها
هذي نساؤك من يكون إذا سرت فـي الأسر سائقها ومن حاديها
أيـسوقها زجرٌ بضرب متونها والـشمر يـحدوها بسبِّ أبيها
الصفحة (26)
عـجباً لها بالأمس أنت تصونها والـيـوم آل أمـيـة تـبديها
حسرى وعزَّ عليك أن لم يتركوا لـك مـن ثـيابك ساتراً يكفيها
وسروا براسك في القنا وقلوبها تـسمو إلـيه ووجدها يضنيها
إن أخَّـروه شـجاه رؤية حالها أو قـدمـوه فـحاله يـشجيها
******
الصفحة (27)
المعلقة السادسة
قصيدة نابعة من روح أفرزت جمرات الحزن بطريقة ملحمية من شاعر و أديب بلاد العلماء البحرين وأشهر ما عُرف بها الشيخ من قصائد فهاهي تقرأ في جميع نواحي العالم الشيعي العربي وقلما تجد خطيباً حسينياً عربياً لا يحفظ منها شيئاً وهناك من يحفظها ولا يعلم لمن هي ، هي للشيخ الجليل والفاضل النحرير الشيخ حسن الدمستاني.
أحرم الحجاج عن لذاتهم
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور وأنـا الـمحرم عـن لذاته كل الدهور
كـيف لا أحرم دأباً ناحراً هدي السرور وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
***
حق للشارب من زمزم حب المصطفى أن يـرى حـق بـنيه حـرماً معتكفا
ويـواسيهم وإلا حـاد عن باب الصفا وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
الصفحة (28)
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى واتـخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزاناً تذيب الأنفسا وقليل تلف الأرواح في رزء الحسين
***
لست أنساه طريداً عن جوار المصطفى لائـذاً بـالقبة الـنوراء يـشكو أسفا
قـائلاً ياجدُّ رسم الصبر من قلبي عفى بـبلاء أنقض الظهر وأوهى المنكبين
***
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها لـم نـذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
هـا أنا مطرود رجس هائم في بَرها تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
***
الصفحة (29)
ضـمني عندك يا جداه في هذا الضريح عـلني يـاجد من بلوى زماني أستريح
ضاق بي ياجد من فرط الأسى كل فسيح فـعسى طـود الأسى يندك بين الدكتين
***
جد صفو العيش من بعدك بالأكدار شيب وأشـاب الـهم رأسي قبل ابان المشيب
فـعلا مـن داخـل القبر بكاء ونحيب ونـداء بـافتجاع يـا حـبيبي ياحسين
***
أنـت يـاريحانة القلب حقيق بالبلا إنـما الـدنيا أعـدت لـبلاء النبلا
لـكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا فاتخذ درعين من صبر وحسم سابغين
***
الصفحة (30)
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا وسـتبقى فـي ثـراها عافراً منجدلا
وكـأني بـلئيم الأصل شمراً قد علا صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
***
وكـأني بـالأيامى مـن بـناتي تستغيث سـغباً تـستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى أجسامهن الضرب والسير الحثيث بـينها السجاد في الأصفاد مغلول اليدين
***
فـبكى قـرة عـين الـمصطفى والمرتضى رحـمةً لـلآل لا سـخطاً لـمحتوم الـقضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا مـقتدى الأمـة والـي شـرقها والـمغربين
***
رد: تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
الصفحة (31)
حـين نـبأ آلـه الـغر بما قال النبي أظـلم الأفـق عـليهم بـقتام الـكرب
فـكأن لـم يستبينوا مشرقاً من مغرب غشيتهم ظلمات الحزن من أجل الحسين
***
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق يـقطع الـبيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فـأتته كـتب الـكوفة بـالعهد الـوثيق نـحن أنـصارك فـأقدم سترى قرة عين
***
بـينما الـسبط باهليه مجداً في المسير فـاذا الـهاتف يـنعاهم ويدعو ويشير
إن قــدام مـطاياهم مـناياهم تـسير ساعة إذ وقف المهر الذي تحت الحسين
***
فـعلا صـهوة ثـان فـأبى أن يرحلا فـدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قـيل هـذي كـربلاءٌ قال كربٌ وبلا خيموا إن بهذي الأرض ملقى العسكرين
الصفحة (32)
ها هنا تُنتزع الأرواح من أجسادها بظبى تعتاض بالأجساد عن أغمادها
وبـهذي تُحمل الأمجاد في أصفادها في وثاق الطلقاء الأدعياء الوالدين
***
وبـهذي تـيأم الـزوجات من أزواجها وبـهذي تـشرب الأبطال من أوداجها
وتـهاوى أنـجم الأبـرار عن أبراجها غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
***
وأطـلـتهم جـنـود كـالجراد الـمنتشر مـع شـمر وابـن سـعد كـل كذاب أشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر واستدارت في رحى الهيجاء أنصار الحسين
***
الصفحة (33)
يحسبون البيض إذ تلبس فيض القلل بـيض أنـس يـتمايلن بحمر الحلل
فـيذوقون الـمنايا كـمذاق الـعسل شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
***
بـأبي أنـجم سعد في هبوط وصعود طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
***
بـأبي أقـمار تُـمٍ خسفت بين الصفاح وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونـفوساً مـنعت أن تـرد الماء المباح جـرعت كـأسي اُوام وحـمام قـاتلين
***
الصفحة (34)
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع يـنظر الآل فيذري من أماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
***
فـاتحاً مـن مـجلس الـتوديع للأحباب باب فـاحتسو مـن ذلـك الـتوديع لـلأوصاب
صابموصي الأخت التي كانت لها الآداب دأب زيـنـب الـطـهر بـأمر وبـنهي نـافذين
***
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي إنني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فأصبري فالصبر من خيم كرام المترع كـل حـي سينحيه عن الأحياء حين
***
الصفحة (35)
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل إن خـير الـصبر مـا كان على الخطب الجليل
واتـركي الـلطم عـلى الـخد وإعلان العويل ثـم لا إكـره أن يسقي دمع العين ورد الوجنتين
***
أجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وأنظمي إطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
وأذكـري أنـي فـي حفظهم طٌل دمي لـيتني بـينهم كـالأنف بين الحاجبين
***
أخـت آتيني بطفلي أره قبل الفراق فـأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يـتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
***
فـبكى لـما رآه يـتلظى بـالأوام بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونـحا الـقوم وفي كفيه ذياك الغلام وهـما مـن ظمإ قلباهما كالجمرتين
***
الصفحة (36)
فـدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع نـبئوني أأنا المذنب أم هذا الرضيع
لاحـظوه فـعليه شبه الهادي الشفيع لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
***
عجلوا نحوي بماء أسقه هذا الغلام فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام وإذا بـالطفل قد خر صريعاً لليدين
***
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما ورماه صاعداً يشكوا إلى رب السما
ويـنادي يا حكيم أنت خير الحكما فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
***
الصفحة (37)
وأغـار الـسبط لـلجلي بمأمون العثار إذ أثـار الـضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار ذكـر الـقوم بـبدر وبـأحد وحـنين
***
بطل فرد من الجمع على الأبطال طال أسـد يفترس الأسد على الآجال جال
ماله غير إله العرش في الأهوال وال مـاسطى فـي فرقة إلا تولت فرقتين
***
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه غـير مـولانا علي والفتى سر أبيه
غـير أن القوم بالكثرة كانوا متعبيه وهـو ظـام شفتاه أضحتا ناشفتين
***
الصفحة (38)
عـلة الإيجاد بالنفس على الأمجاد جاد ما ونى قط ولا عن عصبة الإلحاد حاد
كـم لـه فيهم سنان خارق الأكباد باد وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
***
دأبـه الذب إلى أن شب في القلب الأوام وحـكى جـثمانه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام وعـراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
***
فـتدنى الـغادر الباغي سنان بالسنان طاعنا صدر إمامي فهوى واهي الجنان
أشـرقت تبكي عليه أسفاً حور الجنان وبـكى الكرسي والعرش عليه آسفين
***
الصفحة (39)
مـا دروا إذ خـرّ عن ظهر الجواد الرامح أ حـسين خـر ّأم بـرج الـسماك السابح
أم هـو الـبدر وقـد حـل بـسعد الذابح أم هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
***
أي عـينين بـقان الـدمع لا تـنهرقان وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمـه والـطين فـي مـنحره مختلطان ولـه قـدر تـعالى فوق هام الشرطين
***
لهف نفسي إذ نحا أهل الفساطيط الحصان ذاهـلاً مـنفجعاً يـصهل مذعور الجنان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
***
الصفحة (40)
أيـها الـمهر توقف لا تحم حول الخيام واترك الإعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كـيف تـستقبلهم تعثر في فضل اللجام وهـم يـنتظرون الآن اقـبال الحسين
***
مـرق الـمهر وجيعاً عالياً منه العويل يخبر النسوان أن السبط في البوغا جديل
ودم الـمنحر جار خاضب الجسم يسيل نـابعاً مـن ثـغرة النحر كما تنبع عين
***
خرجت مذ سمعت زينب إعوال الجواد تحسب السبط أتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت أن أخاها عافراً في بطن واد ودم الأوداج مـنه خـاضباً لـلمنكبين
***
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل صـرخت مـازقة الـجيب بـلب ذاهل
وبـدت مـن داخل الخيمات آل الفاضل مـحرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
***
حـين نـبأ آلـه الـغر بما قال النبي أظـلم الأفـق عـليهم بـقتام الـكرب
فـكأن لـم يستبينوا مشرقاً من مغرب غشيتهم ظلمات الحزن من أجل الحسين
***
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق يـقطع الـبيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فـأتته كـتب الـكوفة بـالعهد الـوثيق نـحن أنـصارك فـأقدم سترى قرة عين
***
بـينما الـسبط باهليه مجداً في المسير فـاذا الـهاتف يـنعاهم ويدعو ويشير
إن قــدام مـطاياهم مـناياهم تـسير ساعة إذ وقف المهر الذي تحت الحسين
***
فـعلا صـهوة ثـان فـأبى أن يرحلا فـدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قـيل هـذي كـربلاءٌ قال كربٌ وبلا خيموا إن بهذي الأرض ملقى العسكرين
الصفحة (32)
ها هنا تُنتزع الأرواح من أجسادها بظبى تعتاض بالأجساد عن أغمادها
وبـهذي تُحمل الأمجاد في أصفادها في وثاق الطلقاء الأدعياء الوالدين
***
وبـهذي تـيأم الـزوجات من أزواجها وبـهذي تـشرب الأبطال من أوداجها
وتـهاوى أنـجم الأبـرار عن أبراجها غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
***
وأطـلـتهم جـنـود كـالجراد الـمنتشر مـع شـمر وابـن سـعد كـل كذاب أشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر واستدارت في رحى الهيجاء أنصار الحسين
***
الصفحة (33)
يحسبون البيض إذ تلبس فيض القلل بـيض أنـس يـتمايلن بحمر الحلل
فـيذوقون الـمنايا كـمذاق الـعسل شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
***
بـأبي أنـجم سعد في هبوط وصعود طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
***
بـأبي أقـمار تُـمٍ خسفت بين الصفاح وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونـفوساً مـنعت أن تـرد الماء المباح جـرعت كـأسي اُوام وحـمام قـاتلين
***
الصفحة (34)
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع يـنظر الآل فيذري من أماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
***
فـاتحاً مـن مـجلس الـتوديع للأحباب باب فـاحتسو مـن ذلـك الـتوديع لـلأوصاب
صابموصي الأخت التي كانت لها الآداب دأب زيـنـب الـطـهر بـأمر وبـنهي نـافذين
***
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي إنني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فأصبري فالصبر من خيم كرام المترع كـل حـي سينحيه عن الأحياء حين
***
الصفحة (35)
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل إن خـير الـصبر مـا كان على الخطب الجليل
واتـركي الـلطم عـلى الـخد وإعلان العويل ثـم لا إكـره أن يسقي دمع العين ورد الوجنتين
***
أجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وأنظمي إطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
وأذكـري أنـي فـي حفظهم طٌل دمي لـيتني بـينهم كـالأنف بين الحاجبين
***
أخـت آتيني بطفلي أره قبل الفراق فـأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يـتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
***
فـبكى لـما رآه يـتلظى بـالأوام بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونـحا الـقوم وفي كفيه ذياك الغلام وهـما مـن ظمإ قلباهما كالجمرتين
***
الصفحة (36)
فـدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع نـبئوني أأنا المذنب أم هذا الرضيع
لاحـظوه فـعليه شبه الهادي الشفيع لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
***
عجلوا نحوي بماء أسقه هذا الغلام فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام وإذا بـالطفل قد خر صريعاً لليدين
***
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما ورماه صاعداً يشكوا إلى رب السما
ويـنادي يا حكيم أنت خير الحكما فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
***
الصفحة (37)
وأغـار الـسبط لـلجلي بمأمون العثار إذ أثـار الـضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار ذكـر الـقوم بـبدر وبـأحد وحـنين
***
بطل فرد من الجمع على الأبطال طال أسـد يفترس الأسد على الآجال جال
ماله غير إله العرش في الأهوال وال مـاسطى فـي فرقة إلا تولت فرقتين
***
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه غـير مـولانا علي والفتى سر أبيه
غـير أن القوم بالكثرة كانوا متعبيه وهـو ظـام شفتاه أضحتا ناشفتين
***
الصفحة (38)
عـلة الإيجاد بالنفس على الأمجاد جاد ما ونى قط ولا عن عصبة الإلحاد حاد
كـم لـه فيهم سنان خارق الأكباد باد وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
***
دأبـه الذب إلى أن شب في القلب الأوام وحـكى جـثمانه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام وعـراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
***
فـتدنى الـغادر الباغي سنان بالسنان طاعنا صدر إمامي فهوى واهي الجنان
أشـرقت تبكي عليه أسفاً حور الجنان وبـكى الكرسي والعرش عليه آسفين
***
الصفحة (39)
مـا دروا إذ خـرّ عن ظهر الجواد الرامح أ حـسين خـر ّأم بـرج الـسماك السابح
أم هـو الـبدر وقـد حـل بـسعد الذابح أم هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
***
أي عـينين بـقان الـدمع لا تـنهرقان وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمـه والـطين فـي مـنحره مختلطان ولـه قـدر تـعالى فوق هام الشرطين
***
لهف نفسي إذ نحا أهل الفساطيط الحصان ذاهـلاً مـنفجعاً يـصهل مذعور الجنان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
***
الصفحة (40)
أيـها الـمهر توقف لا تحم حول الخيام واترك الإعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كـيف تـستقبلهم تعثر في فضل اللجام وهـم يـنتظرون الآن اقـبال الحسين
***
مـرق الـمهر وجيعاً عالياً منه العويل يخبر النسوان أن السبط في البوغا جديل
ودم الـمنحر جار خاضب الجسم يسيل نـابعاً مـن ثـغرة النحر كما تنبع عين
***
خرجت مذ سمعت زينب إعوال الجواد تحسب السبط أتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت أن أخاها عافراً في بطن واد ودم الأوداج مـنه خـاضباً لـلمنكبين
***
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل صـرخت مـازقة الـجيب بـلب ذاهل
وبـدت مـن داخل الخيمات آل الفاضل مـحرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
***
رد: تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
الصفحة (41)
وغـدت كـلٌ مـن الدهشة تهوي وتقوم أنـجم تـهوي ولـكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس أن تبدوا النجوم يـتسابقن إلـى مـوضع ما خرّ الحسين
***
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر يـهبر الأوداج مـنه بالحسام الباتر
فـتـساقطن عـليه بـفؤاد طـائر بـافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
***
رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارم ليس من تفري وريديه بكبش جاثم
إن ذا سبط النبي القرشي الهاشمي أواه خـير الله فـذا ابن الخيرتين
***
الصفحة (42)
ارفـع الـصارم عن نحر الإمام الواهب عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب وهـو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
***
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع يـتلظى بـظماه حـافصاً بـالقدمين
***
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق وبـيمناه يـسار لـدم الـعسر يريق
وعـلى الناس له عهداً من الله وثيق انه الحجة في الأرض ومولى الملوين
***
الصفحة (43)
ما أفاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم وانـحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبـرى الـرأس وعلاه على رمح قويم زاهـراً يـشرق نـوراً كـاسفاً للقمرين
***
شمس أفق الدين أضحت في كسوف بالسيوف وتوارت عن عيون الناس في أرض الطفوف
فـأصاب الـشمس والبدر كسوف وخسوف لـكن الأفـق مـضيء بـسنا رأس الحسين
***
ذبـح الـشمر حـسينا ليتني كنت وقاه وغـدا الأمـلاك تبكيه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
***
الصفحة (44)
فـتك العصفور بالصقر فيا للعجب ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حـيدرٌ آجـرك الله بـعالي الرتب أدرك الأعـداء فيه ثأر بدر وحنين
***
أعين لم تجر في أيام عاشورا بما كُـحلت وحياً اماقيها بأميال العما
لأصـبن إذا مـا أعوز الدمع دما لأجودن بدمع العين جود الأجودين
***
عـجباً مـمن رسـا في قلبه حب الامام كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بـل أرى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام أ سـواءٌ فـقد فـرخين وفقدان الحسين
***
الصفحة (45)
كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفى إنـه كـان سـراجاً لـلبرايا وانـطفا
حق لو في فيض دمع العين إنساني طفا واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
***
أيزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير ثـمل نشوان من خمر له الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير من هجير ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
***
حـطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفا ولـهيف القلب صاد وذبيح من قفا
ولـعار فـي وهاد فوقه السافي سفا صدره والظهر منه أصبحا منخسفين
***
ولـرأس نـاضر الـوجه برأس الذابل ولـقاني فـيض نـحر غـاسل للعاسل
ولـعان هـالك الـناصر واهـي الكاهل وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
***
الصفحة (46)
بـينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكول تذرف الدمع وفي أحشائها الحزن يجول
تـندب الندب بقلب واجف وهي تقول قـد أصابتني بنور العين حسادي بعين
***
واذبـيحا مـن قفاه بالحسام الباتر واصـريعا بـعراه ما له من ساتر
واكـسيرا صلواه بصليب الحافر وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
***
واخـطيباه جمالي وجمال المنبر واقـتيلاه ولـكن ذنـبه لم يُخبر
واطـريحاه ثـلاثا بالعرا لم يُقبر واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
***
الصفحة (47)
يـا أخـي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس مـقريا لـلضيف والـسيف نفيسا ونفوس
كيف أضحى جسمك السامي له الخيل تدوس بـعدما دسـت عـلى أوج السهى بالقدمين
***
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد بـقيت بـعدك شـعثاً فـي كِلال وحداد
قـطنت أجـفانها فـالقلب كالقالب صاد أشـبه الأشـياء بـالقرآن بـين الدفتين
***
حزب حرب أين أنتم من سجايا هاشم إذ عفوا عنكم وقد كنتم حصيد الصارم
إن فـي هـذا لـسر بـيّن لـلفاهم إن آثـار القبيلين عصير العنصرين
***
الصفحة (48)
جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميل مـالكم صـيرتمونا بين عان وجديل
وعـلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليل وعـذاب مستطيل لن يزولا خالدين
***
سـادتي حـزني كـحبي لـكم باق مقيم هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم
قـد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
***
حـسن ما حسن منه سوى حفظ الوداد وولاء فـي بـراء وصـفاء الاعتقاد
وهو كاف في أماني من مخاويف المعاد إنما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
***
الصفحة (49)
والـتحيات الـوحيات وتسليم السلام لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام
ذائـبات أبـد الآبـاد مـا تـم كلام او مـحا الله ظـلاما بضياء النيرين
***
وغـدت كـلٌ مـن الدهشة تهوي وتقوم أنـجم تـهوي ولـكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس أن تبدوا النجوم يـتسابقن إلـى مـوضع ما خرّ الحسين
***
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر يـهبر الأوداج مـنه بالحسام الباتر
فـتـساقطن عـليه بـفؤاد طـائر بـافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
***
رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارم ليس من تفري وريديه بكبش جاثم
إن ذا سبط النبي القرشي الهاشمي أواه خـير الله فـذا ابن الخيرتين
***
الصفحة (42)
ارفـع الـصارم عن نحر الإمام الواهب عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب وهـو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
***
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع يـتلظى بـظماه حـافصاً بـالقدمين
***
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق وبـيمناه يـسار لـدم الـعسر يريق
وعـلى الناس له عهداً من الله وثيق انه الحجة في الأرض ومولى الملوين
***
الصفحة (43)
ما أفاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم وانـحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبـرى الـرأس وعلاه على رمح قويم زاهـراً يـشرق نـوراً كـاسفاً للقمرين
***
شمس أفق الدين أضحت في كسوف بالسيوف وتوارت عن عيون الناس في أرض الطفوف
فـأصاب الـشمس والبدر كسوف وخسوف لـكن الأفـق مـضيء بـسنا رأس الحسين
***
ذبـح الـشمر حـسينا ليتني كنت وقاه وغـدا الأمـلاك تبكيه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
***
الصفحة (44)
فـتك العصفور بالصقر فيا للعجب ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حـيدرٌ آجـرك الله بـعالي الرتب أدرك الأعـداء فيه ثأر بدر وحنين
***
أعين لم تجر في أيام عاشورا بما كُـحلت وحياً اماقيها بأميال العما
لأصـبن إذا مـا أعوز الدمع دما لأجودن بدمع العين جود الأجودين
***
عـجباً مـمن رسـا في قلبه حب الامام كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بـل أرى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام أ سـواءٌ فـقد فـرخين وفقدان الحسين
***
الصفحة (45)
كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفى إنـه كـان سـراجاً لـلبرايا وانـطفا
حق لو في فيض دمع العين إنساني طفا واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
***
أيزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير ثـمل نشوان من خمر له الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير من هجير ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
***
حـطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفا ولـهيف القلب صاد وذبيح من قفا
ولـعار فـي وهاد فوقه السافي سفا صدره والظهر منه أصبحا منخسفين
***
ولـرأس نـاضر الـوجه برأس الذابل ولـقاني فـيض نـحر غـاسل للعاسل
ولـعان هـالك الـناصر واهـي الكاهل وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
***
الصفحة (46)
بـينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكول تذرف الدمع وفي أحشائها الحزن يجول
تـندب الندب بقلب واجف وهي تقول قـد أصابتني بنور العين حسادي بعين
***
واذبـيحا مـن قفاه بالحسام الباتر واصـريعا بـعراه ما له من ساتر
واكـسيرا صلواه بصليب الحافر وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
***
واخـطيباه جمالي وجمال المنبر واقـتيلاه ولـكن ذنـبه لم يُخبر
واطـريحاه ثـلاثا بالعرا لم يُقبر واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
***
الصفحة (47)
يـا أخـي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس مـقريا لـلضيف والـسيف نفيسا ونفوس
كيف أضحى جسمك السامي له الخيل تدوس بـعدما دسـت عـلى أوج السهى بالقدمين
***
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد بـقيت بـعدك شـعثاً فـي كِلال وحداد
قـطنت أجـفانها فـالقلب كالقالب صاد أشـبه الأشـياء بـالقرآن بـين الدفتين
***
حزب حرب أين أنتم من سجايا هاشم إذ عفوا عنكم وقد كنتم حصيد الصارم
إن فـي هـذا لـسر بـيّن لـلفاهم إن آثـار القبيلين عصير العنصرين
***
الصفحة (48)
جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميل مـالكم صـيرتمونا بين عان وجديل
وعـلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليل وعـذاب مستطيل لن يزولا خالدين
***
سـادتي حـزني كـحبي لـكم باق مقيم هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم
قـد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
***
حـسن ما حسن منه سوى حفظ الوداد وولاء فـي بـراء وصـفاء الاعتقاد
وهو كاف في أماني من مخاويف المعاد إنما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
***
الصفحة (49)
والـتحيات الـوحيات وتسليم السلام لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام
ذائـبات أبـد الآبـاد مـا تـم كلام او مـحا الله ظـلاما بضياء النيرين
***
عدل سابقا من قبل توبي سات في الأحد سبتمبر 13, 2015 6:58 am عدل 1 مرات
رد: تائية دعبل الخزاعي إليك القصيدة من حيث تمكنا من الحصول عليه .
لصفحة (50)
المعلقة السابعة
أبيات من أجود ما كتب في الإمام الحسين عليه السلام) لما فيها من قوة التعبير ودقة التصوير وبلاغة الأداء وشمول فنون الأدب في هذه المقطوعة العظيمة والتي كتبت أبيات منها على ضريح شباك الحسين(عليه السلام) إنها قصيدة آمنت بالحسين لشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري .
آمنت بالحسين
فِـداءٌّ لَـمثواكَ مِن مَضْجَعِ تَـنَـوَّرَ بـالأبـلَج الأروَعِ
بـأعبقَ مـن نَفحاتِ الجِنانِ رَوحاً ، ومن مِسكِها أضوع
ورَعياً ليومِكَ يومِ " الطُفوف" وسَـقياً لأرضِكَ مِن مَصْرَع
وحُزناً عليك بحَبْسِ النُفوسِ عـلى نـهجِكَ الـنَّيِّرِالمَهْيَع
وصَوتاً لمجدِكَ مِنْ أنْ يُذالَ بـما أنـت تـأباهُ مِن مُبّدع
فـيا ايُّها الوِتْرُ في الخالِدينَ فـذّاً ، إلـى الآنَ لـم يُشْفَع
ويـا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ لـلاهينَ عـن غَـدِهمْ قُنَّع
تـعاليتَ مِن مُفْزِعِ للحتُوفِ وبُـورك قـبرُكَ مِن مَفْزَع
تـلوذُ الـدُّهورُ فـمِنْ سُجَّد عـلى جـانبيه . ومِنْ رُكَّع
شَـممتُ ثـراكَ فهبَّ النسيمُ نـسيمُ الـكرامةِ مِـن بَلقع
وعفَّرتُ خدي بحيثُ استراحَ خـدٌّ تـفرَّى ولـمْ يَضرَع
وحـيثُ سنابِكُ خيلِ الطُغاةِ جـالتْ عـليهِ ولـم يَخشع
وخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ بـروحي إلـى عـالمٍ أرفَع
وطُفْتُ بقبرِكَ طوفَ الخَيالِ بـصومعةِ الـمُلْهِمِ الـمُبْدع
الصفحة (51)
كـأنَّ يـداً من وراءِ الضريحِ حـمراءَ " مَـبتُورَةَ الإِصْبَع "
تَـمُدُّ إلـى عـالمٍ بـالخُنوعِ والـضيمِ ذي شَـرقٍ مُـتْرَع
تَـخبَّطَ فـي غـابةٍ أطـبَقَت عـلى مُـذئبٍ مـنه أو مُسْبِع
لِـتُبدِلَ مـنه جديبَ الضمير بـآخَـرَ مُـعَشوشِبٍ مُـمرِع
وتـدفعَ هذي النفوسَ الصِغارَ خـوفـاً إلـى حَـرَمٍ أمـنَع
تـعاليتَ مِـن صاعِقٍ يلتظي فــإنْ تَـدْجُ داجـيةٌ يَـلمع
تـأرّمُ حِـقداً على الصاعقاتِ لـم تُـنْءِ ضَـيراً ولم تَنْفَع
ولـم تَـبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ وقـد حـرَّقَتَهُ ولـمْ تَـزرع
ولـم تُخلِ أبراجَها في السماء ولـم تـأتِ أرضـاً ولم تُدْقِع
ولـم تَـقْطَعِ الشّرَّ مِن جِذْمهِ وغِـلَّ الـضمائرِ لـم تَنْزع
ولـم تَـصْدِمِ الناسَ فيما هُمُ عـليهِ مـن الـخُلُقِ الأوضَع
تـعاليتَ مـن " فَلَكِ " قُطْرهُ يـدورُ عـلى المِحوَرِ الأوسع
فـيابنَ " البتولِ " وحَسْبي بها ضَـماناً عـلى كلْ ما أدَّعي
وبـابنَ الـتي لم يَضَعْ مِثُلها كـمِثلِكَ حَـملاً ولـم تُرْضِع
ويـابن الـبطينِ بـلا بِطنةٍ ويـابن الفتى الحاسرِ الأنْزَع
ويـا غُصْنَ " هاشِمَ " لم ينفَتِحْ بـأزهرَ مـنكَ ولـم يُـفْرِع
ويا واصِلاً مِن نشيدِ " الخُلود" خِـتـامَ الـقصيدةِ بـالمطلع
يَـسيرُ الورى بركاب الزمانِ مِـن مـستقيمٍ ومـن اظـلع
وأنـتَ تُـسيِّرُ ركْبَ الخلود مــا تـسـتَجِدّ لـه يَـتْبَع
تَـمثَّلتُ " يَومكَ " في خاطري وردَّدت " صوتَكِ " في مَسمعي
الصفحة (52)
ومَـحَّصتُ أمـرَكَ لم " أرتَهبْ " بـنقلِ " الـرُّواة " ولـم أُخـدَع
وقـلـتُ : لـعلَّ دويَّ الـسنين بـأصـداءِ حـادِثِـكَ الـمُـفْجِع
ومـا رتَّـلَ الـمخلِصونَ الدُّعاةُ مِـن " مـرسِلينَ " ومن " سُجَّع "
ومِـنْ " نـاثراتٍ " عليكَ المساءَ والـصُـبْحَ بـالـشَعْرِ والأدمُـع
لـعـلَّ الـسياسةَ فـيما جَـنَتْ عـلى لاصِـقٍ بـكَ أو مُـدَّعي
وتـشـريدَها كـلَّ مَـنْ يـدَّلي بـحـبلٍ لأهـلِـيكَ أو مَـقـطع
لـعلَّ لِـذاكَ و " كـونِ " الشَّجيِّ وَلُـوعـاً بـكـلِّ شَـجٍ مُـولع
يَداً في اصطباغِ حديثِ " الحُسين " بـلـونٍ أُريــدَ لــهُ مـمتِع
وكـانـتْ ولـمَّـا تَـزَلْ بَـرْزَةً يــدُ الـواثقِ الـمُلْجَأ الألـمعى
الصفحة (53)
كلمة أخيرة
لربما يسأل القارئ لهذه المجموعة الشعرية الحسينية لماذا هذه العمل و ماهي موقعية هذا اللون من العمل في قضية الإمام الحسين(عليه السلام) ؟
للإجابة على التساؤل هذا التساؤل نقول أن الشعائر الحسينية تنقسم إلى نوعين :
1/ شعائر منصوصة : وهي التي جاء بخصوصها نص ورد عن المعصومين(عليهم السلام) كشعيرة زيارة الحسين(عليه السلام) و فضيلة البكاء على سيد الشهداء(عليه السلام) مثلاً كما جاء عن الإمام الصادق(عليه السلام) ( إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ماجزع ماخلا البكاء والجزع على الحسين بن علي فإنه فيه مأجور)) (1)
2/شعائر غير منصوصة:وهي التي لم يأتي نص مباشر للإستدلال على شعاريتها بل هي داخلة تحت عنوان الشعائر من خلال
ـــــــــــــــ
1- كامل الزيارات لابن قولويه .
الصفحة (54)
روايات وقرائن يفهم منها أنها مرغوبة كالمشي لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) ولبس السواد لمصابه(عليه السلام) .
نعود للمنصوص من الشعائر حيث يتصدر الشعر الشعائر لما ورد عن مولانا الإمام الصادق(عليه السلام) : ((من أنشد في الحسين (عليه السلام) بيتا من شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة)) (1)
بعد قراءة الحديث الوارد عن الإمام الصادق(عليه السلام) بتمعن يجب أن نستنتج لونين من شعيرة الشعر الحسيني:
الأول: كتابة وإنشاء الشعر .
فقد وردت أحاديث كثيرة في مصادر الحديث العامة على تخصيص هذا اللون منها ماورد في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) عن مولانا الإمام الرضا(عليه السلام) (من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة))وغيرها الكثير من المرويات عنهم عليهم السلام.
ـــــــــــــــ
1- ميزان الحكمة للريشهري.
الصفحة (55)
الثاني:الإنشاد والقراءة والإلقاء.
كذلك في هذا اللون من الشعيرة جاءت أحاديث عن المعصومين(عليهم السلام) وخير دليل قضية الإمام الصادق عليه السلام) مع أبي هارون المكفوف عندما قال له الإمام(عليه السلام) أنشدني كما تنشدون بالرقة يعني بالصوت الشجي .
فمن هنا كان هدف جمع هذه المقطوعات الأدبية النفيسة ليتذكرها ويتذاكرها شيعة أهل البيت(عليهم السلام) ولنحفظها لتكون قضية الحسين(عليه السلام) حاضرة في الوجدان ونعلم أبنائنا وبالخصوص الأطفال منهم على هذا اللون من الشعر ليحفظوه ويرددوه في كل وقت .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
المعلقة السابعة
أبيات من أجود ما كتب في الإمام الحسين عليه السلام) لما فيها من قوة التعبير ودقة التصوير وبلاغة الأداء وشمول فنون الأدب في هذه المقطوعة العظيمة والتي كتبت أبيات منها على ضريح شباك الحسين(عليه السلام) إنها قصيدة آمنت بالحسين لشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري .
آمنت بالحسين
فِـداءٌّ لَـمثواكَ مِن مَضْجَعِ تَـنَـوَّرَ بـالأبـلَج الأروَعِ
بـأعبقَ مـن نَفحاتِ الجِنانِ رَوحاً ، ومن مِسكِها أضوع
ورَعياً ليومِكَ يومِ " الطُفوف" وسَـقياً لأرضِكَ مِن مَصْرَع
وحُزناً عليك بحَبْسِ النُفوسِ عـلى نـهجِكَ الـنَّيِّرِالمَهْيَع
وصَوتاً لمجدِكَ مِنْ أنْ يُذالَ بـما أنـت تـأباهُ مِن مُبّدع
فـيا ايُّها الوِتْرُ في الخالِدينَ فـذّاً ، إلـى الآنَ لـم يُشْفَع
ويـا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ لـلاهينَ عـن غَـدِهمْ قُنَّع
تـعاليتَ مِن مُفْزِعِ للحتُوفِ وبُـورك قـبرُكَ مِن مَفْزَع
تـلوذُ الـدُّهورُ فـمِنْ سُجَّد عـلى جـانبيه . ومِنْ رُكَّع
شَـممتُ ثـراكَ فهبَّ النسيمُ نـسيمُ الـكرامةِ مِـن بَلقع
وعفَّرتُ خدي بحيثُ استراحَ خـدٌّ تـفرَّى ولـمْ يَضرَع
وحـيثُ سنابِكُ خيلِ الطُغاةِ جـالتْ عـليهِ ولـم يَخشع
وخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ بـروحي إلـى عـالمٍ أرفَع
وطُفْتُ بقبرِكَ طوفَ الخَيالِ بـصومعةِ الـمُلْهِمِ الـمُبْدع
الصفحة (51)
كـأنَّ يـداً من وراءِ الضريحِ حـمراءَ " مَـبتُورَةَ الإِصْبَع "
تَـمُدُّ إلـى عـالمٍ بـالخُنوعِ والـضيمِ ذي شَـرقٍ مُـتْرَع
تَـخبَّطَ فـي غـابةٍ أطـبَقَت عـلى مُـذئبٍ مـنه أو مُسْبِع
لِـتُبدِلَ مـنه جديبَ الضمير بـآخَـرَ مُـعَشوشِبٍ مُـمرِع
وتـدفعَ هذي النفوسَ الصِغارَ خـوفـاً إلـى حَـرَمٍ أمـنَع
تـعاليتَ مِـن صاعِقٍ يلتظي فــإنْ تَـدْجُ داجـيةٌ يَـلمع
تـأرّمُ حِـقداً على الصاعقاتِ لـم تُـنْءِ ضَـيراً ولم تَنْفَع
ولـم تَـبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ وقـد حـرَّقَتَهُ ولـمْ تَـزرع
ولـم تُخلِ أبراجَها في السماء ولـم تـأتِ أرضـاً ولم تُدْقِع
ولـم تَـقْطَعِ الشّرَّ مِن جِذْمهِ وغِـلَّ الـضمائرِ لـم تَنْزع
ولـم تَـصْدِمِ الناسَ فيما هُمُ عـليهِ مـن الـخُلُقِ الأوضَع
تـعاليتَ مـن " فَلَكِ " قُطْرهُ يـدورُ عـلى المِحوَرِ الأوسع
فـيابنَ " البتولِ " وحَسْبي بها ضَـماناً عـلى كلْ ما أدَّعي
وبـابنَ الـتي لم يَضَعْ مِثُلها كـمِثلِكَ حَـملاً ولـم تُرْضِع
ويـابن الـبطينِ بـلا بِطنةٍ ويـابن الفتى الحاسرِ الأنْزَع
ويـا غُصْنَ " هاشِمَ " لم ينفَتِحْ بـأزهرَ مـنكَ ولـم يُـفْرِع
ويا واصِلاً مِن نشيدِ " الخُلود" خِـتـامَ الـقصيدةِ بـالمطلع
يَـسيرُ الورى بركاب الزمانِ مِـن مـستقيمٍ ومـن اظـلع
وأنـتَ تُـسيِّرُ ركْبَ الخلود مــا تـسـتَجِدّ لـه يَـتْبَع
تَـمثَّلتُ " يَومكَ " في خاطري وردَّدت " صوتَكِ " في مَسمعي
الصفحة (52)
ومَـحَّصتُ أمـرَكَ لم " أرتَهبْ " بـنقلِ " الـرُّواة " ولـم أُخـدَع
وقـلـتُ : لـعلَّ دويَّ الـسنين بـأصـداءِ حـادِثِـكَ الـمُـفْجِع
ومـا رتَّـلَ الـمخلِصونَ الدُّعاةُ مِـن " مـرسِلينَ " ومن " سُجَّع "
ومِـنْ " نـاثراتٍ " عليكَ المساءَ والـصُـبْحَ بـالـشَعْرِ والأدمُـع
لـعـلَّ الـسياسةَ فـيما جَـنَتْ عـلى لاصِـقٍ بـكَ أو مُـدَّعي
وتـشـريدَها كـلَّ مَـنْ يـدَّلي بـحـبلٍ لأهـلِـيكَ أو مَـقـطع
لـعلَّ لِـذاكَ و " كـونِ " الشَّجيِّ وَلُـوعـاً بـكـلِّ شَـجٍ مُـولع
يَداً في اصطباغِ حديثِ " الحُسين " بـلـونٍ أُريــدَ لــهُ مـمتِع
وكـانـتْ ولـمَّـا تَـزَلْ بَـرْزَةً يــدُ الـواثقِ الـمُلْجَأ الألـمعى
الصفحة (53)
كلمة أخيرة
لربما يسأل القارئ لهذه المجموعة الشعرية الحسينية لماذا هذه العمل و ماهي موقعية هذا اللون من العمل في قضية الإمام الحسين(عليه السلام) ؟
للإجابة على التساؤل هذا التساؤل نقول أن الشعائر الحسينية تنقسم إلى نوعين :
1/ شعائر منصوصة : وهي التي جاء بخصوصها نص ورد عن المعصومين(عليهم السلام) كشعيرة زيارة الحسين(عليه السلام) و فضيلة البكاء على سيد الشهداء(عليه السلام) مثلاً كما جاء عن الإمام الصادق(عليه السلام) ( إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ماجزع ماخلا البكاء والجزع على الحسين بن علي فإنه فيه مأجور)) (1)
2/شعائر غير منصوصة:وهي التي لم يأتي نص مباشر للإستدلال على شعاريتها بل هي داخلة تحت عنوان الشعائر من خلال
ـــــــــــــــ
1- كامل الزيارات لابن قولويه .
الصفحة (54)
روايات وقرائن يفهم منها أنها مرغوبة كالمشي لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) ولبس السواد لمصابه(عليه السلام) .
نعود للمنصوص من الشعائر حيث يتصدر الشعر الشعائر لما ورد عن مولانا الإمام الصادق(عليه السلام) : ((من أنشد في الحسين (عليه السلام) بيتا من شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة)) (1)
بعد قراءة الحديث الوارد عن الإمام الصادق(عليه السلام) بتمعن يجب أن نستنتج لونين من شعيرة الشعر الحسيني:
الأول: كتابة وإنشاء الشعر .
فقد وردت أحاديث كثيرة في مصادر الحديث العامة على تخصيص هذا اللون منها ماورد في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) عن مولانا الإمام الرضا(عليه السلام) (من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة))وغيرها الكثير من المرويات عنهم عليهم السلام.
ـــــــــــــــ
1- ميزان الحكمة للريشهري.
الصفحة (55)
الثاني:الإنشاد والقراءة والإلقاء.
كذلك في هذا اللون من الشعيرة جاءت أحاديث عن المعصومين(عليهم السلام) وخير دليل قضية الإمام الصادق عليه السلام) مع أبي هارون المكفوف عندما قال له الإمام(عليه السلام) أنشدني كما تنشدون بالرقة يعني بالصوت الشجي .
فمن هنا كان هدف جمع هذه المقطوعات الأدبية النفيسة ليتذكرها ويتذاكرها شيعة أهل البيت(عليهم السلام) ولنحفظها لتكون قضية الحسين(عليه السلام) حاضرة في الوجدان ونعلم أبنائنا وبالخصوص الأطفال منهم على هذا اللون من الشعر ليحفظوه ويرددوه في كل وقت .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى